معنى حديث “لم يخنز اللحم

السؤال :

ما معنى الحديثين التاليين، حيث فسره الكثير خطأ؛ فالحديث الأول ينص: (حدثنا بشر بن محمد، أخبرنا عبد الله، أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، يعني :(لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها)/صفحة 1212/جزء3/ صحيح بخاري. والحديث الثاني ينص: (حدثنا هارون بن معروف، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا يونس مولى أبي هريرة حدثه عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر) صحيح مسلم؟

الجواب :

معنى الحديث كما قال النووي : (لم يَخْنَزِ اللحم): بفتح الياء والنون وبكسر النون، ومصدره خنز والخنوز، وهو إذا تغير وأنتن. قال العلماء: معناه أن بني إسرائيل لما أنزل الله عليهم المن والسلوى نهوا عن ادخارهما، فادخروا ففسد وأنتن، واستمر من ذلك الوقت. (صحيح مسلم بشرح النووي 10/59). وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر) قال ابن حجر: فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك، فمعنى خيانتها أنها قبلت ما زين لها إبليس حتى زينته لآدم، ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهنها بالولادة ونزع العرق، وليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش، حاشا وكلا، ولكن لمّا مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة، وحسنت ذلك لآدم عد ذلك خيانة له، وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها، وقريب من هذا حديث: (جحد آدم، فجحدت ذريته). وفي الحديث إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم بما وقع من أمهن الكبرى، وأن ذلك من طبعهن فلا يفرط في لوم من وقع منها شيء من غير قصد إليه أو على سبيل الندور، وينبغي لهن أن لا يتمكن بهذا في الاسترسال في هذا النوع، بل يضبطن أنفسهن ويجاهدن هواهن، والله المستعان. ("فتح الباري بشرح صحيح البخاري" للإمام أحمد بن علي بن حجر 6/368).