ما يحدث في المأتم من أمور
27 مايو، 20072,577 زيارة السنة والبدعة
السؤال :
ما رأيكم ورأي الشرع في بعض المنكرات التي تحدث في العزاء؛ من مثل شق الجيوب، واللطم، والمصاريف الكثيرة للضيوف؟
وما حكم قراءة القراء وتثويبها للميت؟
الجواب :
أحكام الشرع مبنية على اليسر والاتباع، ولا يجوز الابتداع في أمور الدين، وهي الأمور التي يقصد بها التقرب إلى الله تعالى، فلا يتقرب إلى الله ولا يعبد إلا بما شرع، والناس يدخلون على أنفسهم العنت والمشقة؛ ومن ذلك ما يحدثه الناس من بدع وتكاليف ومجاملات في حال الوفاة، ويتكلف أهل الميت مصاريف كثيرة قد تعجز عنها تركة الميت، أو قد لا يكون قد ترك شيئاً، وقد تأكل هذه التكاليف التركة كلها، ومرجع ذلك إلى الأعراف غير السوية، فقد يتوفى الشخص في بلد، فيصر أهله على نقله إلى بلدته وموضع مولده، ويكلف ذلك النقل مبالغ كبيرة، والسنة أن يدفن الميت حيث توفي ويعجل في دفنه، فأرض الله واحدة، والدعاء يصل إليه حيثما كان.
كما أن ما يحدثه الناس من النياحة وشق الجيوب والمبالغة في تكبير وتعظيم المصيبة قد ورد النهي الصريح عن ذلك، لما روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية) (البخاري 3/166، ومسلم 1/99). لكن شرع الإسلام البكاء بغير صوت أو بصوت خفيف، فقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم لما (رفع إليه ابن لابنته ونفسه تتقعقع، ففاضت عيناه، وقال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده) (البخاري 3/151، ومسلم 2/636) ولذلك استحب الفقهاء البكاء رحمة للميت، وحين توفي عثمان بن مظعون بكى عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر، وكانت عائشة تسمع بكائهم وهي في غرفتها.
ومن العنت والمشقة ما يفعله بعض أقارب الميت من إقامتهم عند أهل الميت الأيام ذوات العدد، مما يدخل عليهم الضيق والكلفة المادية التي قد يعجزون عنها، وقد تحملهم على الدين، وهذا خلاف السنة الميسرة، وهو أن يصنع الطعام لأهل الميت جيرانهم لقوله صلى الله عليه وسلم: (اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد أتاهم ما يشغلهم) (أبو داود 3/497، والترمذي 3/314).
وأما قراءة القرآن وختمه، فإن ثواب القراءة يصل إلى الميت، نص على ذلك الحنفية والحنابلة ومتأخروا المالكية، لكن ما ينبغي التنبيه عليه هنا أن الاجتماع للقراءة بعد الوفاة في مكان محدد، ويقرأ كل واحد جزء أو أقل أو أكثر حتى يكمل ختم القرآن، ثم يثوب ويهدى الثواب إلى الميت، هذه الهيئة ليست مشروعة فلا يجوز فعلها، ويسع أهل المتوفى وغيرهم أن يقرأ كل واحد في منزله ما يتيسر له، ويهدي ثوابه إلى الميت، فهذا هو المشروع.
2007-05-27
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية