ما هو الجوف عند الفقهاء؟
26 مايو، 20076,815 زيارة الصيام
السؤال :
يردد الفقهاء كثيراً ما يفطر بأنه ما دخل الجوف، فما هو الجوف، وكيف نضبطه؟
الجواب :
اختلف الفقهاء في معنى الجوف، وتكلموا عنه عند كلامهم عن الجائفة؛ وهي جرح يصل إلى الجوف.
فالمالكية يرون أن الجوف هو البطن والظهر. وعند الحنفية ما بين اللبة (أسفل العنق وأول الصدر) والعانة، ولا تكون الجائفة في العنق والحلق والفخذ والرجل، وهي تختص بجوف البطن أو جوف الرأس. وعند الشافعية الجائفة جرح ينفذ لجوف باطن محيل للغذاء أو الدواء (أي الجهاز الهضمي)، أو طريق للمحيل؛ كبطن وصدر وثغر وجنبين. وعند الحنابلة: الجائفة ما وصل إلى جوف العضو، وظهر وصدر وورك وساق وعضد مما له جوف.
وجاء في القاموس: "الجوف: هو من ثغر النحر إلى المثانة"، وفي الحديث: (لا تنسوا الجوف وما وعى) أي ما يدخل إليه من الطعام والشراب ويجتمع فيه.
وأوضح ما قيل في الجوف: قول الدكتور محمد علي البار: الجهاز الهضمي من أوله إلى آخره أنبوب مجوف، إلا أنه يضيق في مواضع مثل المريء، ويتسع في مواضع مثل المعدة. وهو على حقيقة الجوف المقصود في الصيام، إذ هو موضع الطعام والشراب، وكل ما يدخل إلى الجهاز الهضمي متجاوزاً الفم والبلعوم يكون سبباً للإفطار ومفسداً للصيام، ومن المعلوم أن هناك قناة ما بين العين والأنف، فإذا وضع الإنسان قطرة في عينه فإنها تصل إلى الأنف، ومن الأنف قد تصل إلى البلعوم، ولذا اعتبرها كثير من الفقهاء مسببة للإفطار، وأما الأذن فإن وضع أي سوائل في الأذن الخارجية لا تصل إلى الأذن الوسطى (التي تصل إلى البلعوم، وتعرف بالقناة البلعومية السمعية)، وبالتالي فالسوائل لا تصل إلى القناة السمعية البلعومية، إلا إذا كانت طبلة الأذن مخروقة. (راجع تفصيل ما ذكرته في بحث الأستاذ الدكتور محمد علي البار "المفطرات في مجال التداوي"، والمقدم لمجمع الفقه الإسلامي في دورته العاشرة).
2007-05-26
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية