قتل أخوين زوج أختهما

السؤال :

سؤال : ما هو حكم الجريمة التي عرفت بجريمة منطقة سلوى وهي قتل أخوين لمن تزوج بأختهم وهو ممن ليس من جماعتهم ولا هو كفء لهم حسب قولهم

الجواب :

جريمة القاتليْن الأخوين جريمة تهز - بخاصة -وجدان كل مسلم ومسلمة ، وقد شغلت المجتمع الكويتي ؛لأنها جريمة بشعة غريبة عليه ، والأغرب دوافعها التافهة ، دوافع جاهلية -إن ثبت أنها لعدم الكفاءة بين الأسرتين - وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم منها وقال: ما بال دعوى الجاهلية ..دعوها فإنها منتنة" رواه البخاري . وقال" " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " حديث حسن أخرجه الترمذي وغيره . وقد زوج النبي ﷺ أسامة بن زيد الكلبي وهو مولى زوّجه فاطمة بنت قيس وهي قرشية، وتزوج أبوه زيد زينب بنت جحش وهي أسدية، وبلال الحبشي عتيق الصديق تزوج من أخت عبدالرحمن بن عوف وهي قرشية. وقال الإمام الشافعي : " إذا كان الأقرب من أوليائها واحدا، فرضي ورضيت بغير كفء فزوجها به وأنكره باقي الأولياء فلا اعتراض لهم والنكاح ماض" ، والكفاءة حق للزوجة والكفاءة المعتبرة إنما هي في الدين. وهذه الجريمة المنكرة جريمة قتل عمد من اثنين أخوين ، والمقتول اثنان الأم الزوجة وجنينها . وحكم الشرع في هذه الجرائم الثابتة بالتلبس أنهما قاتلان عمدا بالاشتراك وسبق الاتفاق ، فلولا الأول ما أتم أخوه القتل ، وحكم الشرع تنفيذ القصاص فيهما - بعد حكم القاضي- اذا لم يعفو أولياؤها ويأخذوا الدية ، وهي شهيدة لها أجر الشهيد في الآخرة إن شاء الله . وأشير إلى نقطة مهمة وهي الاستعجال بتنفيذ القصاص فهو الرادع لمثل هذه الجرائم . فيجب التعجيل بدرجات التقاضي، أما التأخير لأشهر وسنوات فإن أثر الجريمة يخف وتفقد الجريمة أثرها وردعها ، والشرع اعتبر الردع من مقاصد حفظ النفوس ، ولذا جعل عددا من الجرائم يتم تنفيذها علنا ويشهدها الناس . ليشفي صدور أهل المقتول في جريمة القتل ، ويردع أصحاب النفوس المريضة ممن تسول له نفسه التفكير بالجريمة . ودلالة هذه الجريمة دلالة اجتماعية وتربوية خطيرة في المفاهيم والتقاليد والأعراف ، يجب أن تعالج في المناهج التربوية ، والاعلام ووسائل الاتصال وغيرها . لتوجيه النشأ وتربيته على أحكام الشرع وتوجيهاته في المفاهيم والأعراف والسلوك لنأمن على أنفسنا وبيوتنا ومجتمعنا من هذه الجرائم المنكرة .