زنا الأب بابنته مع رضاها
26 مايو، 200712,184 زيارة الزنا واللواط
السؤال :
نشر في الصحافة عن رجل مجرم؛ شرب الخمر، ووقع على ابنته وهي راضية، وشجعتها صديقتها القاصر، فما هو الرأي الشرعي؟
الجواب :
هذا نوع من الجرائم غريب على المجتمع، وعلى العقل وعلى الفطرة السليمة، ومن يقدم على ذلك يقدم على أمر حرمته الأديان والأخلاق والنظم، وهو من الجرائم التي أجمعت الأمم والأديان على مر العصور على حرمته وتجريمه، والإسلام أشدها في تغليظ عقوبة هذا الصنف من أشباه البشر، فهذا الرجل قد فقد كل إحساس وعاطفة أبوية، ولا نظنه سجد لله سجدة، ولا رفع يداه يوماً للدعاء، إنسان قطع صلته بالدين حتماً، واتبع هواه وشيطانه.
وقد جمع في جريمته هذه بين خسائس وجرائم كل واحدة منها من الموبقات المهلكات الكبائر، فجريمة الزنا، والزنا مع محرم والمحرم فرع منه، أضف إلى ذلك شرب الخمر والمخدر، وحمل ابنته على شرب الخمر والمخدر، والزنا أيضاً بصديقة ابنته القاصر، والعود في هذه الجرائم كلها، فهي جرائم متكررة، وهذا يغلظ عقوبته شرعاً وقانوناً.
والإسلام يقرر عقوبات لا خلاف فيها بالنسبة لهذا الرجل، وبالنسبة لابنته، وصديقتها القاصر.
أما هذا الرجل الوحش الذي خلا من الإنسانية والإسلام فيستحق عقوبة الجلد أولاً لشرب الخمر، ثم عقوبة الرجم بالحجارة حتى الموت، ويمكن لولي الأمر أن يصل بعقوبة التعزير لحد الموت. فيقتل بطريقة الإعدام، وهذه من باب السلطة السياسية الشرعية، وإذا كان متاجراً بالمخدرات فيأخذ عقوبة المتاجرة، وهي الإعدام.
وأما بالنسبة لابنته فما دامت بالغة فإن عقوبتها الجلد، وسجنها لتأديبها وتأهيلها لتكون عنصراً صالحاً في المجتمع، وإنما استحقت هذه العقوبة لأنه كان بإمكانها أن تهرب أو تبلغ السلطات للتدخل في حمايتها، والقبض على المجرم.
وأما صديقتها القاصر فيجب إيداعها السجن لتأديبها وتأهيلها، وذلك تعزيراً لها لقبولها ورضاها، وعدم تبليغها عن الجريمة.
وأعتقد أن هذه القضية وأمثالها مما يستحق الدراسة والتحليل من مختلف التخصصات للنظر في الأسباب والدوافع.
ومن الناحية الشرعية فإن هذه الجريمة المركبة ما كانت لتحدث لو كان هذا الرجل قد تعلم شيئاً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو أنه استمع إلى خطبة أو درس، أو أنه صاحب أهل الدين ممن يأخذ عنهم النصيحة والتوجيه.
وهذا يدعونا إلى تكرار المطالبة فبتكثيف المفاهيم الشرعية والتربية الإسلامية في مناهجنا التربوية، وليس تخفيفها كما يذهب البعض، فإن صمام أمان مجتمعنا وأسرنا وأبنائنا وبناتنا ومعاهدنا وجامعاتنا إنما هو بالتربية الإسلامية الرشيدة، التي تعرض الإسلام الوسط، لا إفراط ولا تفريط.
لقد بحت أصوات الدعاة والخطباء والموجهين والمربين إلى أن الدين هو السياج الأمني الواقي هو الأسرة السعيدة المستقرة، هو المجتمع الآمن المتعاون المتكافل العفيف.
بحت الأصوات في المناداة إلى النظر المتفحص الناقد البصير لوسائل الاتصال بمختلف أطيافها وأنواعها وأنه لا بد من غربلتها، وهذا ما تتجه إليه حتى الدول الغربية لما رأته من انحراف في أبنائها، ومن كثرة الجرائم الفردية والجماعية المنظمة.
إنه لا بد لنا من الإسلام، فهو الحصين الأول والأخير الذي يحفظنا ويحفظ مجتمعاتنا، وغير ذلك الضلال، قال تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى) [طه:124]، وقال: صلى الله عليه وسلم: (إني قد خلفت فيكم ما لن تضلوا بعدهما ما أخذتم بهما، أو عملتم بهما؛ كتاب الله، وسنتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض) أخرجه الدارقطني والبيهقي.
2007-05-26
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية