دين والدي الرسول صلى الله عليه وسلم
8 ديسمبر، 20052,964 زيارة العقيدة
السؤال :
هل صحيح أن والدي النبي صلى الله عليه وسلم في النار مثلهما مثل غيرهم من الناس الذين لم يدركوا دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وما صحة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ” إن أبى وأباك في النار “.
الجواب :
هذا الحديث صحيح أخرجه مسلم (2/81) رقم (314-203) كتاب الإيمان وأبو داوود 12/494 رقم (4692) ونصه عن أنس رضى الله عنه بم إن رجلاً قال: يا رسول الله: أين أبي ، قال: " في النار " فلما قفي دعاه فقال: " إن أبى وأباك في النار " قال النووي: إن من مات على الكفر فهو في النار، ولا تنفعه قرابة المقربين، وإن مات في الفترة- أي بعد وفاة نبي وقبل مجيء نبي- على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار، وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغها، فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم.
وللعلماء في هذا أقوال منها ما دل عليه ظاهر الحديث أن والد النبي صلى الله عليه وسلم في النار، وألف في ذلك العلامة على القارئ رسالة في ذلك وكذلك فعل إبراهيم الحلبي ، وذهب آخرون منهم الإمام السيوطي قالوا: إن والدي رسول الله وغيرهم ناجون، وقال بعضهم: بالتوقف في هذا الأمر وهذا كلام حسن، فيترك أمرهم إلي الله، والأمر إليه أولاً وأخيراً.
قال الإمام ابن تيمية كل من مات مؤمنا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم مطيعاً لله ورسوله صلى الله عليه وسلم كان من أهل السعادة قطعاً، ومن مات كافراً. بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم كان من أهل النار قطعاً.
ولا تشمل الشفاعة أبوي النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء والشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم تنفع مع الإيمان به، وأما بدون الإيمان به فالكفار والمنافقون لا تغني عنهم شفاعة الشافعين في الآخرة، ولهذا نهى صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لعمه وأبويه وغيرهم من الكفار، قال تعالى عن المنافقين: "
سواء عليهم استغفرت لهم أم ا تستغفر لهم لن يغفر الله لهم " (المنافقون) وعن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " استأذنت ربي أن استغفر لأمي، فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي ، : (مسلم) ولكن الكفار يتفاضلون في الكفر، كما يتفاضل أهل الإيمان قال تعالى: " إنما النسيء زيادة في الكفر" براءة.
والنسيء تأخير حرمة القتال في الأشهر الحرم إلى أشهر غيرها- فإذا كان في الكفار من خف كفره بسبب نصرته ومعونته فإنه تنفعه شفاعته قي تخفيف العذاب عنه لا في إسقاط العذاب بالكلية، كما في صحيح مسلم عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: قلت يا رسول الله فهل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال: نعم هو ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار " الضحضاح الماء ، القليل العمق.
فانتفاع العباد بالشفاعة والدعاء موقوف على شروط، وله موانع فالشفاعة للكفار بالنجاة من النار والاستغفار لهم مع موتهم على الكفر لا تنفعهم، ولو كان الشفيع أعظم الشفعاء جاهاً، فلا شفيع أعظم من محمد صلى الله عليه سلم الخليل إبراهيم عليه السلام وقد دعا الخليل إبراهيم لأبيه واستغفر له كما قال تعالى عنه: " ربنا أغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب "إبراهيم.
وقد كان صلى الله عليه وسلم أراد أن يستغفر لأبى طالب اقتداء بإبراهيم وأراد بعض المسلمين أن يستغفر لبعض أقاربه، فأنزل الله تعالى: " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم " براءة
ثم ذكر عذر إبراهيم فقال: " ما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعده وعدها إياها ، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه،، ولمزيد بيان أنظر كتاب ابن تيمية التوسل والوسيلة.
2005-12-08
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية