السؤال :
ما حكم دفع الزكاة إلى موقع (Islam On Line) على الإنترنت؟
الجواب :
الحكم في ذلك يتوقف على أهداف الموقع ورسالته، وبالنظر إلى ذلك تبين أنها منحصرة في تخصيص الموقع لعمل دعوي إسلامي لا تجاري، هو نشر الثقافة الإسلامية بشمولها، فيشمل نشر الدعوة الإسلامية وتوصيل صوت وصورة الإسلام الصحيحة إلى العالمين، والرد على المواقع المتخصصة والمناوئة للإسلام التي تهدف إلى التشكيك بالإسلام عقيدة وشريعة، وهذه الأهداف لا ريب تدخل في مصرف في سبيل الله، ونفهم هذا المصرف بالمعنى الواسع للجهاد، فيشمل هذا الموقع لما فيه من حفظ الدين، وإعلاء كلمة الله في العالمين، بل وحفظ النفوس من الهلكة في مهاوي الباطل، ورد شبهات المبطلين والحاقدين، وتثبيت المسلمين على دينهم، والحيلولة دون ذوبانهم في مجتمعات الغرب خاصة، أو تشويش أفكارهم ومعتقداتهم، ولا شكل أن ذلك كله من الجهاد في سبيل الله، بل هو جهاد العصر المقدور عليه، عصر نظم المعلومات، وحرب المعلومات، بالتواصل مع العالم عبر شبكات الإنترنت، وإذا كان أصحاب الديانات والمذاهب الباطلة يغزون الأفراد والأسر والدول عبر مواقعهم، مستهدفين تشويه الإسلام، فإن من الواجب شرعاً مواجهتهم، وكشف أباطيلهم، وإذا توقف هذا الواجب على دفع المال زكاة وصدقة ونحوهما -وهو على ذلك متوقف فعلاً- فيجب الدفع لهذا الموقع وجوباً شرعيّاً، وكيف لا يلج المسلمون هذا الميدان الجهادي وهم أصحاب كلمة الحق، وأمانة الدعوة، وهم حملة القرآن الكريم والسنة المطهرة، يجاهدون بهما، فهما حجة الله على عباده إلى يوم الدين. قال تعالى: (وجاهدهم به جهاداً كبيراً) [الفرقان:52]، قال ابن عباس: هو القرآن، وقال غيره: هو الإسلام. وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم (أفضل الجهاد كلمة حق عند إمام جائر) رواه أبو داود والترمذي، حديث حسن. وكلمة الحق هذه عند غير الإمام الجائر جهاد أيضاً لمن يضلون ويصدون عن سبيل الله عن علم أو جهل، فهم أمثالهم من أهل الجور والضلال.
ولا يبعد القول: إن دفع الزكاة والصدقات لهذا الموقع العالمي له أولوية على بعض المصارف، لما فيه من إحياء أنفس، وإنقاذ آخرين، ودعوة الناس إلى دين الله أجمعين، وإعلاء كلمة الله عز وجل في العالمين.