حكم التراويح
11 ديسمبر، 20052,512 زيارة النوافل والتراويح والإعتكاف
السؤال :
ما حكم صلاة التراويح و هل الأفضل صلاتها عشرين ركعة أو ثماني ركعات ؟
الجواب :
صلاة التراويح سنة مؤكدة في كل ليلة . فالنبي صلى الله عليه و سلم كما روى البخاري و مسلم صلاها في المسجد فتروي عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج من جوف الليل فصلى في المسجد و صلى رجال بصلاته ، فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم ، فصلى فصلوا به و معه ، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى فصلوا بصلاته ، فلما كانت الرابعة عجز المسجد عن أهله ، حتى خرج لصلاة الصبح فلما قضى الصلاة أقبل على الناس فتشهد ثم قال :
أما بعد ، فإنه لم يخف على مكانكم ، و لكن خشيت أن تفترض عليكم فتعجزوا عنها فتوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و الأمر على ذلك .
و استمر الصحابة الكرام في صلاة التراويح منهم من يصليها منفرداً ، و منهم من يصليها مع جماعة ، فلما كان عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى أن يجمعهم في المسجد في صلاة جماعة ووافقه الصحابة على ذلك .
أما بالنسبة لعدد الركعات هل هي عشرين ركعة أو ثماني ركعات .
فقد روت عائشة رضي الله عنها فيما أخرجه البخاري قالت : " ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان و لا في غيره على إحدى عشرة ركعة " و أخرج ابن حبان في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم " صلى بهم ثماني ركعات ثم أوتر " .
كذلك صلى الصحابة في عهد عمر بن الخطاب عشرين ركعة روى الإمام مالك في الموطأ عن يزيد بن رومان قال : "كان الناس في زمن عمر رضي الله عنه يقومون في رمضان بثلاث و عشرين ركعة " أي عشرين و زيادة الشفع و الوتر . و قد وافق الصحابة عمر على هذا العدد و حجة من قال بالعشرين أن النبي صلى الله عليه و سلم و إن كان قد صلى بالمسلمين ثماني ركعات إلا أنهم كانوا يكملون العشرين في منازلهم.
و النبي صلى الله عليه و سلم رغب في مطلق قيام الليل في رمضان خاصة و لقد استمر العمل على صلاة التراويح عشرين ركعة و هو كذلك في أغلب البلاد الإسلامية بما فيها الحرمين الشريفين .
و الذي نراه ها هنا أن صلاة التراويح إذا كان ثماني ركعات مع شيء من التطويل ،
وإذا كانت صلاة العشرين ركعة بهذه الصفة من الخشوع و الروية فأجرها أكبر . لكن إن كانت العشرين تؤدى كما هو الحال في بعض المساجد بسرعة مجردة عن الخشوع و الطمأنينة كنقر الديكة ، و يكون هم المصلي هو الانتهاء منها بأسرع وقت فهذا ما لا ينبغي . و الاقتصار على ثماني ركعات بطمأنينة أفضل .
و نرى أن الذي عليه العمل في كثير من المساجد و هو أن يصلي ثماني ركعات بطمأنينة و خشوع مع شيء من طول القراءة ثم يصلي بعد الثماني ركعات ما يكمل به العشرين بخشوع أيضاً فيقرأ من قصار السور و يخفف في الركوع و السجود فهذا جمع حسن . و الله أعلم .
2005-12-11
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية