تلقين الميت
29 أغسطس، 20092,666 زيارة الصلاة
السؤال :
سؤال : لاحظت عند بعض المذاهب لإسلامية أنهم يلقنون الميت بعد الدفن بأن يقولوا : لاإله إلا الله محمد رسول الله ونحن لانفعل ذلك في المقابر فما هو الصحيح في ذلك .
الجواب :
الجواب : التلقين عند أهل السنة هو من سنة النبي صلي الله عليه وسلم بأن نقول :
" لا إله إلا الله " لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لقنوا موتاكم لا إله إلا الله " (رواه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري ) قال الإمام النووي : المراد بالموتى في الحديث المحتضرون الذين هم في سياق الموت ، سموا موتى لقربهم من الموت ، تسمية للشيء باسم ما يصير إليه مجازا .
وظاهر الحديث يقتضي وجوب التلقين ، وإليه مال القرطبي ، والذي عليه الجمهور أنه مندوب ، وأنه لا يسن زيادة " محمد رسول الله " .
ويكون التلقين قبل الغرغرة ، جهرا وهو يسمع ؛ لأن الغرغرة تكون قرب كون الروح في الحلقوم ، وحينئذ لا يمكن النطق بها . والتلقين إنما يكون لمن حضر عقله وقدر على الكلام ، فإن شارد اللب لا يمكن تلقينه ، والعاجز عن الكلام يردد الشهادة في نفسه . والمراد بقوله عليه الصلاة والسلام : " لقنوا موتاكم لا إله إلا الله " ذكروا المحتضر " لا إله إلا الله " لكي تكون آخر كلامه ، كما في الحديث : " من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة " . (رواه أبو داود وصححه الحاكم عن معاذ بن جبل) كما يندب قراءة سورة ( يس ) عند المحتضر ، لما روى أحمد في مسنده عن صفوان ، قال : " كانت المشيخة يقولون : إذا قرئت ( يس ) عند الموت خفف عنه بها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من ميت يموت فتقرأ عنده يس إلا هون الله عليه " . أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 4 / 71 بسند صحيح
والمرادأن من حضرته المنية ، لا أن الميت يقرأ عليه . وبه قال الشافعية والحنابلة وزادت الحنابلة قراءة الفاتحة .
وأما تلقين الميت بعد الدفن فقال به بعض الفقهاء منهم النووي قال النووي : قال جماعات من أصحابنا : يستحب تلقين الميت عقب دفنه فيجلس عند رأسه إنسان ويقول : " يا فلان ابن فلان ويا عبد الله بن أمة الله اذكر العهد الذي خرجت عليه من الدنيا , شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور . وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالقرآن إماما وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانا " زاد الشيخ نصر " ربي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " فهذا التلقين عندهم مستحب , وممن نص على استحبابه القاضي حسين والمتولي والشيخ نصر المقدسي والرافعي وغيرهم . ونقله القاضي حسين عن أصحابنا مطلقا , وسئل الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله عنه فقال : ( التلقين هو الذي نختاره ونعمل به , قال : وروينا فيه حديثا من حديث أبي أمامة ليس إسناده بالقائم , لكن اعتضد بشواهد , وبعمل أهل الشام قديما ) هذا كلام أبي عمرو . قلت : حديث أبي أمامة رواه أبو القاسم الطبراني في معجمه بإسناد ضعيف , قلت فهذا الحديث وإن كان ضعيفا فيستأنس به . وقد اتفق علماء المحدثين وغيرهم على المسامحة في أحاديث الفضائل والترغيب والترهيب , وقد اعتضد بشواهد من الأحاديث كحديث { واسألوا له التثبيت } ووصية عمرو بن العاص وهما صحيحان , ولم يزل أهل الشام على العمل بهذا في زمن من يقتدى به وإلى الآن , وهذا التلقين إنما هو في حق المكلف الميت , أما الصبي فلا يلقن .
وقد يفهم من سؤالكم أن قصدكم الشيعة الإمامية أنهم هم الذين يلقنون بعد الوفاة ، والمعلموم من كتبهم خلافه وهذا نص زين الدين بن علي العاملي قال شارحا ( وتلقينه الشهادتين والإقرار بالأئمة عليهم السلام ).., وينبغي للمريض متابعته باللسان والقلب , فإن تعذر اللسان اقتصر على القلب . ( وكلمات الفرج ) وهي , " لا إله إلا الله الحليم الكريم " إلى قوله " وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين " . وينبغي أن يجعل خاتمة تلقينه " لا إله إلا الله " , فمن كان آخر كلامه " لا إله إلا الله " دخل الجنة . الروضة البهية شرح اللمعة الدمشقية 1/118
2009-08-29
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية