تقديم الورد للمريض
10 ديسمبر، 20052,526 زيارة السنة والبدعة
السؤال :
اعتاد الناس في كثير من البلاد الاسلامية انهم اذا زاروا مريضا يأخذون معهم بعض الورود وهي من عادات غير المسلمين ، فنرجو تنبيه المسلمين لترك تلك العادة .
الجواب :
الحمد لله الذي حفظ دينه وجعل أمر فهمه واستنباط أحكامه للعلماء ، فقال تعالى ( ولو ردوه الى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) النساء 83 ،
ولو وكل دينه لغير العلماء لاندرست أحكامه ولأصبحت أصول الدين هي البدع ، ولأصبحت البدع من الدين .
نقول ذلك لنبين للأخ السائل أن التحليل والتحريم قضية خطيرة ، فكما يحرم أن تحلل حراما ، كذلك يحرم أن تحرم حلالا . والبدعة تحريم فلا يجوز أن تطلقها على شيء حتى تعرف دليل هذا التحريم ، لأن الأصل في الأشياء الإباحة .
وما ذكرته من عادة حمل الزهور والورود الى المريض أمر حسن مرغوب فيه ، لأنه يدخل على المريض البهجة والسرور ، والأمل وتجدد الحياة ، وقد نص الفقهاء على استحباب أن يأخذ الزائر للمريض الريحان أو الفاكهة . واذا اشتهى المريض شيئا فينبغي أن يحمل اليه ما يشتهيه ، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلا فقال له : ما تشتهي ، فقال : اشتهي خبز بر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم من كان عنده خبز بر فليبعث الى أخيه ، ثم قال : اذا مريض أحدكم شيئا فليطعمه " (ابن ماجه 1/1138 واسناده فيه مقال ، إلا أن معناه صحيح ويؤيده عموم النصوص ) ولا يبعد أن تكون عادة حمل الزهور الى المريض عادة اسلامية أخذها عنا الغرب . ولا ضير أن تكون عادة غربية وأخذناها عنه ، فليس هذا من البدعة في شيء ، بل هي من العوائد الحسنة ، قال الامام الشافعي يحدد البدعة :
أحدهما : ما أحدث يخالف كتابا أو سنة او اجماعا أو أثرا فهذه البدعة أو الضلالة .
الثاني : ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا ، فهي محدثة غير مذمومة .
وقد استند في كلا التعبيرين الى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صلاة التراويح : نعمت البدعة هذه (ذكره السيوطي في الحادي 196)
2005-12-10
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية