تحديد جنس الجنين بالتلقيح الصناعي
23 سبتمبر، 20082,919 زيارة الحظر والإباحة
السؤال :
السلام عليكم ياشيخ أنا رجل لدى 7 بنات والحمدلله هل يجوز عمل التلقيح الصناعى بواسطه طفل الأنابيب وتحديد جنس المولودعلما بان عمر زوجتى 32 سنه وأخشى عدم القدره على التلقيح الصناعى مستقبلا لأن نسبه نجاحها تقل مع بلوغ الزوجه أكثر من 35 عام وأنا أرغب بالولد.
الجواب :
فيمكن توضيح وبيان الحكم الشرعي والإجابة بكل وضوح عن القضايا المذكورة في السؤال وهى: هل التحكم بنوع الجنين يعتبر مصادما لعقيدة المسلم لأنه يعتبر تدخلا في إرادة الله عز وجل ، وهل يعتبر هذا تغييرا لخلق الله عز وجل، وهل الآية الكريمة المذكورة في السؤال تتصادم مع علم الله بما في الأرحام؟
فيجاب عن هذا بأن الموضوع لا يدخل في باب العقيدة مطلقا بل يجب أن نعتقد أن كل ما يتوصل إليه الإنسان إنما هو بإرادة الله وعلمه، فلو فرضنا أن طبيبا أو مجموعة من الأطباء غير المسلمين توصلوا إلى قضية التحكم في نوع الجنين، هل معنى هذا أن إرادتهم وعلمهم غلب إرادة الله وعلمه،
لا يحق لمسلم أن يعتقد هذا وإلا خرج من الملة والدين والعياذ بالله، فإرادة الله هي الغالبة لا ريب، وان النتيجة النهائية التي تحصل هي إرادة الله، والله عز وجل هو الذي أقدرنا على ذلك، وهو الذي أوصل إلى هذه النتيجة ، فالمسألة ليست عقائدية قطعاً وإنما هي هل حلال إن نفعل ذلك أم حرام ؟ ومن ناحية أخرى فان هذا الموضوع ليس فيه تغيير لخلق الله، فالحيوان المنوي هو الحيوان المنوي، و البويضة هي البويضة، و إنما هناك تدخل من الإنسان في أن تلقح هذه البويضة بنوع من الحيوان المنوي فهنا لا تغيير لخلق الله تبارك وتعالى، و الله له الخلق والأمر، والحيوان المنوي خلقه والبويضة خلقه، والموضوع لا يدخل في تغيير خلق الله، وإنما هو يدخل في قضية الأحكام، هل هذا يجوز أو لا يجوز.
والتحكم إذا خلا من المقاصد الفاسدة والشريرة، فهو من باب أخذ الأسباب والمعالجات التي تكورا قبل الحمل، كتحديد موعد التقاء الزوجين أو أخذ أدوية معينة، وقد أباح الإسلام العزل وهو نوع من التحكم ومن ناحية أخرى أجاز الإسلام أن يدعو المسلم ربه أن يرزقه ذكرا أو أنثى، وقد سأل نبي الله زكريا عليه السلام أن يرزقه الله ذكرا فقال: " فهب لي من لدنك وليا يرثني" (مريم:5 ) فلا مانع من الحرص على ذلك والدعاء به، وأن من المقرر: أن ما يحرم فعله يحرم طلبه، وان من شروط الدعاء ألا يسأل أمرا محرما.
ومن جانب آخر يثبت أن لا منافاة لفعل التحكم مع إرادة الله أن مراد الله لا يعرف للإنسان إلا بعد وقوعه، وأرادته تمضى طبقا لما يشاء سبحانه ولا راد لأمره، وهذا مقتضى العقيدة الإيمانية الصحيحة في مسألة القضاء والقدر، فالعلم بالمقدور علما سابقا لوقوعه هو مما أختص الله به ولا يتخلف عنه القضاء الواقع، وإن الذي يقع فعلا مهما تخللت من أسباب شتى أو قامت من موانع وصوارف هو المقدور المغيب وما قواعد الوراثه ‘لا نظم وأسباب كونية أودعها الله في مخلوقاته يرفعها متى تعلقت بذلك إرادته سواء كان ارتفاعها حلالا أو حراما ذلك أن الحرام وازعه هو ما في نفوس المؤمنين من منزلة الخطاب القوى الرادع عن عصيانه، وليس هو الموانع القهرية في صورة المعجزة أو العقوبة المعجلة.
وقد يتوهم البعض أن التحكم في جنس الجنين مصادم لقوله تعالى: " يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا يجعل من يشاء عقيما " (الشورى:49-50) فيما سبق من بيان أن المسلم يعتقد أن إرادة ومشيئة الله هي النافذة، فلا تصادم مع الآية ولذلك جاز أن تذهب المرأة أو الرجل إلى الطبيب لعلاج العقم أخذا بالأسباب ولا أحد يعارض في هذا .
والقضية المهمة التي ينبغي أن نلاحظها هنا هو أن هذا التحكم ليس في أيدي المسلمين الذين يراقبون الله فيما يقدمون عليه، ومن جانب آخر فأن عمل ذلك على نطاق فردي لا شيء فيه، مثل العزل أو تنظيم النسب، ولكن يصبح قضية خطيرة إذا كان على نطاق عام يشمل المجتمع لتقنين معين .
فيجوز لك عمل التلقيح الصناعي لتحديد جنس الجنين مع الاعتقاد بأن ذلك لن يكون إلا بإرادة الله ، وأن يكون القائمون عليه مأمومون في أمانتهم و دينهم .
2008-09-23
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية