العدل بين الزوجات

السؤال :

ما حكم الزوج الذي لا يعدل بين زوجتيه، وما هي عقوبته عند الله؟

الجواب :

قال تعالى: (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا) [النساء:3]. فاشترط الإسلام على من كان عنده أكثر من زوجة العدل والمساواة في الإنفاق والإسكان والمبيت، وقد ثبت في السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدل بين نسائه في العطاء وفي المبيت، ويقول: (اللهم هذا جهدي فيما أملك، ولا طاقة لي فيما تملك ولا أملك) رواه أصحاب السنن وابن حبان. وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من ظلم إحدى الزوجات فقال: (من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى، جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل) رواه النسائي والبيهقي. وجزاء الظالم عظيم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما. وقال صلى الله عليه وسلم: (اتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) رواه مسلم في صحيحه. وأقبح أنواع الظلم أن يظلم الإنسان زوجته التي عاش معها دهراً مديداً، وقد ورد في الأثر أن الله يسأل العبد عن صحبة ساعة، فيكف بمن كانت في حياة الزوجية سنوات عديدة، وآتاه الله منها الولد، وكانت له صاحبة وحليلة، فكيف يستحل إذا تزوج عليها أن ينقصها حقها في نفقة أو مبيت، والله عز وجل يحض الزوج على الالتزام بما للزوجة من حق، وينبهه إلى أمر خطير كان بينهما، فيقول: (وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظا) [النساء:21]. وقال: (إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً) أخرجه أحمد. وقال: (خيركم خيركم لأهله). فليتق الله الأزواج من ظلمهن، وهن آخر ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (اتقوا الله في النساء) رواه مسلم. وأضف هنا إلى ما نص عليه الحنفية والشافعية والحنابلة على أنه يستحب للزوج أن يسوي بين زوجاته في جميع الاستمتاعات؛ من الوطء والقبلة ونحوه، لما ورد من أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يسوي بين نسائه حتى في القبل). ونص المالكية على أن الزوج إن ترك الوطء لقصد الإضرار بإحدى زوجاته، مثل أن يكف عن وطئها مع ميل طبعه إلى النكاح ليوفر قوته ولذته لزوجته الثانية، فهذا الإضرار يحرم عليه، ومقتضاه استحقاق الإثم.