الصلاة والدعاء بالرحمة للفساق
24 مايو، 20072,525 زيارة العقيدة
السؤال :
ما حكم الدعاء بالرحمة والمغفرة للميت المسلم من أهل المعاصي الظاهرة، والمجاهر بالفسق، مثل: المطربين والممثلين من الجنسين، وما لهم من دور في هدم المجتمع، ونشر المجون، والدعوة للفسق والمعصية، وما يجتمعون عليه من عهر ودعارة لا تخفى على ذي عقل؟
فعندما نكثر الترحم عليهم أمام الأطفال وقليل المعرفة بالشرع، وذكرهم في المجالس والترحم عليهم كأننا نزين عمل هؤلاء، وكأنهم أهل عمل جليل في أعين الناس، وأنهم أناس لهم مكانة ورفعة، وقد تأثر المجتمع بموتهم وفقدهم، وكأننا نساويهم بالصالحين.
الجواب :
أما الصلاة على الفساق إذا ماتوا فأجازها أبو حنيفة ومالك والشافعي، وقال الإمام أحمد: أهل البدع إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تصلوا عليهم.
وكره مالك لأهل الفضل كالقاضي والإمام، ومن عرف بالصلاح والتقوى والعلم أن يصلي على أهل البدع ممن يكفر ببدعته.
جاء في كتاب شرح العقيد الطحاوية قوله: ونرى الصلاة على من مات من الأبرار والفجار، وأنّا لا نترك الصلاة على من مات من أهل البدع والفجور، والمظهرون للإسلام قسمان: إما مؤمن، وإما منافق، فمن علم نفاقه لم تجز الصلاة عليه والاستغفار له، ومن لم يعلم ذلك منه صلي عليه.
فإذا علم شخص نفاق شخص لم يصل هو عليه، وصلى عليه من لم يعلم نفاقه، وكان عمر رضي الله عنه لا يصلي على من لم يصل عليه حذيفة؛ لأنه كان في غزوة تبوك قد عرف المنافقين، وأخبر أنه لا يغفر لهم باستغفاره، وعلل ذلك بكفرهم بالله ورسوله.
فمن كان مؤمناً بالله ورسوله لم ينه عن الصلاة عليه، ولو كان له من الذنوب الاعتقادية البدعية أو العملية أو الفجورية ما له، بل قد أمره الله تعالى بالاستغفار للمؤمنين، فقال تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين) [محمد:19]، فأمره سبحانه بالتوحيد والاستغفار لنفسه وللمؤمنين والمؤمنات، فالتوحيد أصل الدين، والاستغفار له وللمؤمنين كماله.
فالدعاء لهم بالمغفرة والرحمة وسائر الخيرات: إما واجب، وإما مستحب. وهو على نوعين: عام وخاص، أما العام فظاهر، كما في هذه الآية، وأما الدعاء الخاص فالصلاة على الميت، فما من مؤمن يموت إلا وقد أمر المؤمنون أن يصلوا عليه صلاة الجنازة، وهم مأمورون في صلاتهم عليه أن يدعوا له، كما روى أبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء) أخرجه أبو داود وابن ماجه.
وجواز الصلاة عليهم والدعاء العام لهم لا يعني مدحهم والثناء عليهم في المجالس والمنتديات ووسائل الإعلام، وإشغال الناس بأخبارهم، لئلا يظن أنهم قدوة ومثال يحتذى.
2007-05-24
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية