الختمة للميت
12 ديسمبر، 20052,750 زيارة القرآن والتفسير والحديث
السؤال :
ما حكم قراءة القرآن وعمل الختمة للميت وهل يجوز عمل ذلك للحي .
الجواب :
جمهور الفقهاء على جواز ذلك كله فقد ذهب الحنفية والحنابلة إلى جواز قراءة القرآن للميت وإهداء ثوابها له، قال ابن عابدين نقلا عن البدائع: ولا فرق بين أن يكون المجعول له ميتا أو حيا، والظاهر أنه لا فرق بين أن ينوي به عند الفعل للغير أو يفعله لنفسه ثم يعد ذلك يجعل ثوابه لغيره.
وقال الإمام أحمد: الميت يصل إليه كل شيء من الخير، للنصوص الواردة فيه، ولأن الناس يجتمعون في كل مصر ويقرءون و يهدون لموتاهم من غير نكير فكان إجماعا، قاله البهوتي من الحنابلة.
وذهب المتقدمون من المالكية. إلى كراهة قراء القرآن للميت وعدم وصول ثوابها إليه، لكن المتأخرين على أنه لا بأس بقراءة القرآن، والذكر وجعل الثواب للميت ويحصل له الأجر.
وقال الدسوقي: في آخر نوازل ابن رشد في السؤال عن قوله تعالى: " وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "، قال: وإن قرأ الرجل وأهدى ثواب قراءته للميت جاز ذلك وحصل للميت أجره.
وقال ابن هلال: الذي أفتى به ابن رشد وذهب إليه غير واحد من أئمتنا الأندلسيين أن الميت ينتفع بقراءة القرآن الكريم، ويصل إليه نفعه "ويحصل له أجره إذا وهب القارئ ثوابه له، وبه جرى عمل المسلمين شرقا وغربا، ووقفوا على ذلك أوقافا، واستمر عليه الأمر منذ أزمنة سالفة.
والمشهور من مذهب الشافعي رحمه الله: أنه لا يصل ثواب القراءة إلى الميت، وذهب بعض الشافعية إلى القول بوصول ثواب القراءة للميت .
ولعل قول الجمهور من فقهاء المذاهب والمجتهدين هو الصواب، هذا ولقد أفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز بخلاف ذلك أخذا بقول من قال بعدم وصول ثواب القراءة للميت، حيث قال رحمه الله تعالى: لم يرد في الكتاب العزيز ولا في السنة المطهرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام ما يدل على شرعية إهداء تلاوة القرآن الكريم للوالدين، وإنما شرع الله قراءة القرآن الكريم للانتفاع به والاستفادة منه وتدبر معانيه والعمل بذلك، قال تعالى: " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب " وقال تعالى " إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم " وقال سبحانه وتعالى " قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء " وقال نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام أقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، وقال صلى الله عليه وسلم: " إنه يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به ، تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان من طير صواف تجادلان عن أصحابهما".
والمقصود أنه أنزل للعمل به وتدبره والتعبد بتلاوته والإكثار من قراءته لا لإهدائه للأموات أو لغيرهم ولا أعلم في إهدائه للوالدين أصلا يعتمد عليه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز ذلك وقالوا لا مانع من إهداء ثواب القرآن وغيره من الأعمال الصالحات و قاسوا ذلك على الصدقة والدعاء للأموات وغيرهم ولكن الصواب هو القول الأول للحديث المذكور وما جاء في معناه، ولو كان إهداء التلاوة مشروعا لفعله السلف الصالح والعبادة لا يجوز فيها القياس لأنها توقيفية لا تثبت إلا بنص من كلام الله عز وجل أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم للحديث السابق وما جاء في معناه أو الصدقة عن الأموات وغيرهم والدعاء لهم والحج عن الغير لمن حج عن نفسه وهكذا العمرة عن الغير ممن قد اعتمر عن نفسه وهكذا قضاء الصوم عمن مات وعليه صيام، فكل هذه العبادات قد صحت بها الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان المحجوج عنه أو المعتمر عنه ميتا أو عاجزا لهرم أو مرض لا يرجى برؤه.
2005-12-12
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية