الحلف مع الكفار
26 مايو، 20072,818 زيارة العقيدة
السؤال :
هل نحن الكويتيون -ومعنا دول الخليج- ندخل النار؛ لأننا حالفنا الكفار الذين قدموا لنا خدمات، في تحقيق أمننا واقتصادنا، مع أن لكل دولة مصالح؟
وهل يدخل هذا التحالف في قول النبي صلى الله عليه وسلم (أنتم أعلم بشؤون ديناكم)؟
الجواب :
الإسلام لا يمنع التحالفات المبنية على المصالح المتبادلة، ولم يرد نص يشير إلى دخول النار لمن تحالف مع الكفار. ولقد كانت التحالفات كثيرة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده، فلقد عاهد النبي صلى الله عليه وسلم بني ضمرة وبني مدلج، وعقد صلح الحديبية مع قريش، وكانت هذه المعاهدات حسن جوار وعدم اعتداء.
والحلف مع الكفار إذا لم يكن فيه إذلال للمسلمين ولا أخذ أرضهم، وليس فيه رفع شعاراتهم المعادية للإسلام، وكان في الحلف مصلحة المسلمين فلا مانع منه، على ألا يكون حلفاً ضد مسلمين. وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت) أخرجه البيهقي، وهو المسمى حلف الفضول مع كفار قريش. وكذلك حلف المطيبين، وهو حلف قبله النبي صلى الله عليه وسلم مع خمس قبائل من المشركين.
أما قول النبي صلى الله عليه وسلم :( أنتم أدرى بدنياكم)، فلا نحتاج إلى التكلف في معنى الحديث، فهذا في أمور الدنيا؛ في الزراعة والأمور العلمية، وأما التحالفات فهي أهم، وتبنى على المصالح وبالشروط التي ذكرتها، وهذه مستندات أقوى من أمور الدنيا في الزراعة ونحوها. هذا وأما الحديث: (من حالف الكفار أو صادقهم أو مدح أعمالهم المميزة دخل معهم النار)، فهذا لا يصح أن يكون حديثاً بهذه الألفاظ، ولا أعرف حديثاً بهذا المعنى. وإنما وردت الأحاديث في حرمة موالاة الكافرين.
على أن الموالاة غير التحالف؛ فالموالاة أن نعطيهم ولاءنا ومحبتنا، وقد أمر الله أن يكون الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين فقال تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) [النساء:59].
2007-05-26
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية