الجهر بالدعاء والذكر بعد الصلوات
13 ديسمبر، 20082,934 زيارة الأدعية والأذكار
السؤال :
السلام عليكم فضيلة الشيخ ورحمة الله وبركاته
أنا إمام مسجد في بلد غربي ، وقد جاءنا أخ من السعودية قبل أيام ، ومن عادته أن يقرأ الأذكار في أدبار الصلوات بصوت مرتفع ، ويزعم أن ذلك هو السنة الواردة عن الرسول عليه السلام ، مما يسبب تشويشاً على المصلين الذين شكوا لي كإمام للمسجد ، فنصحناه ولم يرد ، فما نصيحتكم للرد عليه ، علماً بأنني أقرأ الأذكار جهراً بعد صلاة الفجر أحياناً لتعليم الناس حيث إن الجهل منتشر هنا في بلاد الغرب، فاعترض الأخ وقال : بدعة ، فقلت : أنا لا أقول إنها سنة ، لكنني أقصد تعليم الناس .
فكيف أرد عليه ؟ وهل لي أن ألزمه برأيي منعاً للفتنة؟
وجزاكم الله خيراً
الجواب :
االذاكر يناجي ربه ، والله تعالى قد وسع سمعه الأصوات ، فينبغي أن لا يجهر بالذكر فوق ما يسمع نفسه ؛ لأن ذلك أقرب للخشوع وأبعد من الرياء ، وقد قال الله تعالى : { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين } سورة الأعراف / 205 وقال : { ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين } سورة الأعراف / 55 قال بعض المفسرين : أي المعتدين برفع أصواتهم في الدعاء .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته " أخرجه مسلم ( 4 / 2076 ، 2077 من حديث أبي موسى الأشعري .
وقال بعض علماء الحنفيةأن الجهر بالذكر في غير المواضع التي ورد فيها حرام لما صح عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه أخرج جماعة من المسجد يهللون ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم جهرا ، وقال لهم : ما أراكم إلا مبتدعين . وقال في الفتاوى الخيرية : إن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال فالإسرار أفضل حيث خيف الرياء أو تأذي المصلين أو النيام ، والجهر أفضل حيث خلا مما ذكر .
ويستثنى من هذا الأصل مواضع ينبغي فيها الجهر بالذكر ورفع الصوت به ؛ لما في ذلك من المصالح التي قدرها الشرع في ذلك ، فمنها :
ما قصد به الإسماع والتبليغ ، كالأذان والإقامة وتكبيرات الإمام وقراءته في الجهرية وتكبيرات المبلغ وإلقاء السلام وجوابه . ونحو ذلك فيجهر في ذلك بالقدر الذي يحصل به المقصود .
- بعض أنواع أذكار الصلاة وردت السنة فيها بالجهر كالبسملة ، والتأمين ، والقنوت ، ، وتكبيرات العيد ،ومما ذكروه أيضا التكبير ، والتسبيح ، والتحميد بعد الصلاةومرادهم فيه أدني الجهر إذا لم يكن بقربه من يصلي .
وتوضيح ذلك أن الفقهاء اختلفوا في تقدير الحد الأعلى والأدنى لكل من الجهر والإسرار .
فقال الحنفية: أدنى المخافتة إسماع نفسه أو من بقربه من رجل أو رجلين مثلا ، وأعلاها مجرد تصحيح الحروف .
وأدنى الجهر إسماع غيره ممن ليس بقربه كأهل الصف الأول ، وأعلاه لا حد له .
وعند المالكية : أعلى السر حركة اللسان فقط ، وأدناه سماع نفسه .
وأما الجهر فأقله أن يسمع نفسه ومن يليه ، وأعلاه لا حد له . وجهر المرأة إسماعها نفسها فقط .
وعند الشافعية : السر إسماع نفسه حيث لا مانع ، والجهر أن يسمع من يليه .
وعند الحنابلة : أدنى الجهر أن يسمع نفسه ، اختلف الفقهاء في تقدير الحد الأعلى والأدنى لكل من الجهر والإسرار .
فقال الحنفية : أدنى المخافتة إسماع نفسه أو من بقربه من رجل أو رجلين مثلا ، وأعلاها مجرد تصحيح الحروف .
وأدنى الجهر إسماع غيره ممن ليس بقربه كأهل الصف الأول ، وأعلاه لا حد له .
وعند المالكية : أعلى السر حركة اللسان فقط ، وأدناه سماع نفسه .
وأما الجهر فأقله أن يسمع نفسه ومن يليه ، وأعلاه لا حد له.
وعند الشافعية : السر إسماع نفسه حيث لا مانع ، والجهر أن يسمع من يليه .
وعند الحنابلة : أدنى الجهر أن يسمع نفسه ،
والذي نراه أن تبين أنه لهذا المصلي أنه لااعتراض علي الذكر فهو مشروع ولكن دون رفع الصوت بحيث يشوش على المصلين فإن سمع لك وإلا فلا تجعل من ذلك مشكلة وخلافا فلأمر فيه سعة . والله اعلم
2008-12-13
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية