التفسير بغير علم
27 مايو، 20072,524 زيارة القرآن والتفسير والحديث
السؤال :
مجموعة من الطالبات يجلسن في حلقة يسمونها حلقة تدبر، تقوم مسئولة الجلسة بقراءة آية أو آيات من القرآن الكريم، ثم تطلب من كل واحدة أن تذكر ما فهمته وما أوحت به هذه الآيات لها، ثم تفسر المسئولة الآيات، علماً بأن التي تقوم بالتفسير خريجة قانون، وليس لديها علم بأصول التفسير أو اللغة العربية، وبعد فترة كل واحدة تعمل جلسة تدبر، فما حكم هذه الطريقة؟
الجواب :
كتاب الله له مكانته وقدسيته، لا يجوز لكل أحد أن يفسر معانيه إلا إذا كان عالماً بلغة العرب؛ نحوها وصرفها، وبيانها وبديعها، وتراكيب ألفاظها، ودلالاتها، عالماً بطريق الاستدلال، أي عالماً بعلم أصول الفقه وطرق الاستنباط. فمن حاز هذه العلوم صح وجاز له أن يقول: معنى قوله تعالى في هذه الآية هو كذا وكذا.
وقد حذر الله تعالى المؤمنين من أن يقولوا في كتاب الله بغير علم، فقال تعالى: (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)، وهذه الآية كان بدؤها (قل إنما حرم ربي الفواحش) [الأعراف:33]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار) (أخرجه الترمذي 5/199، وفي أحد رواته ضعف) ومعنى "بغير علم" أي بغير علم كيفية التفسير، وبغير علم لغة العرب التي نزل بها القرآن الكريم، وقد قال إمام المفسرين مجاهد بن حبير: لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالماً بلغات العرب.
وعلى ذلك: فإن الأخت التي تقوم بتفسير الآيات على خطر عظيم من أن يشملها التحذير السابق، وإن كانت ترغب الفائدة فلتقرأ لهن من كتاب تفسير معتمد؛ كـ "تفسير ابن كثير" أو "صفوة التفاسير" للصابوني أو غيرهما، ولا يجوز لها أن تجتهد في فهم آية إلا إذا كانت بالشروط السابقة قد توافرت فيها، كما لا يجوز لها أن تطلب من الحاضرات أن يبيّن فهمهن من الآيات المقروءة، فهذا أشد في المنع.
وهذا هو التفسير، وهو يختلف عن التدبر والتفكر، فهذا مطلوب من كل من يقرأ أو يسمع القرآن الكريم قال تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) [ص:129]، وننصح الأخت التي تقوم بهذا العمل أن تقرأ لهن تفسيراً، ثم تقف عند المواعظ والعبر التي ذكرتها الآية وتتدبر بها، فإذا ذكرت الجنة أو النار فتذكر لهن ما في الجنة من نعيم، وما في النار من عذاب، وكذا كل آيات الترغيب والترهيب، فهذا هو المطلوب لأنه من باب التدبر والتفكر، وليس من باب التفسير الذي هو شأنه لأهله.
والله أعلم.
2007-05-27
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية