التدبر في آيات القرآن الكريم
27 مايو، 20072,541 زيارة القرآن والتفسير والحديث
السؤال :
مجموعة من النساء يقمن حلقة علم بإدارة مسئولة الحلقة، وموضوع الحلقة التدبر والتفكر في آيات من كتاب الله، تختار المسئولة بعض الآيات، وترجع إلى عدة تفاسير للآيات، ثم يطرح السؤال الآتي على المشاركات في الجلسة: تفكري في هذه الآية وبيني مدى تأثيرها في نفسك، علماً بأن المسئولة تنبه المشاركات إذا خرجت إحداهن عن المعنى الذي ورد بالتفسير، ثم تقوم مديرة الجلسة بالتدبر والتفكر في الآية لفتح القلوب وإصلاح النفوس؟
الجواب :
الاجتماع على كتاب الله نوع من الذكر، وهو أفضل الأعمال لقوله صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله) (الترمذي 5/459، حديث صحيح) ويرجح بعض العلماء الجهاد على الذكر لورود أحاديث أخرى.
واجتماعكن للذكر مشروع، بل مستحب لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده) (مسلم 4/2074).
ولقد حث القرآن الكريم على التدبر والتفكير حين ذكر القرآن، فقال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) [محمد:24]، وقال تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب) [ص:29]، ومعنى التدبر في الآيتين التفكر بالآيات مع حضور القلب، وفيها حث على تفهم الآيات للعمل بما اشتملت عليه من المواعظ الزاجرة والحجج والبراهين الباهرة التي تدل من له عقل على ترك المنكر.
وبناء على هذا فإن عملكن مستحب، ولكنّ الأجر فيه إن شاء الله، على أن هناك ملاحظات لا بد من أخذها بالاعتبار:
أولاً: التفرقة بين التفسير والتدبر والتفكر، فالتفسير علم خاص لا يدخل فيه إلا من حاز العلم بلغة العرب، نحوها وصرفها، وبيانها وبديعها، وعلم تراكيب ألفاظ العربية، ودلالات الألفاظ، وعلم طرق الاستنباط، فلا يصح أن تقول مديرة الجلسة أن معنى هذه الآية كذا إلا إذا كانت متصفة بهذه الصفات العلمية، وإذا كانت هذه الصفات غير متوفرة في الأخت المسئولة فيجب عليها أن ترجع إلى كتب التفسير، وهي تفعل ذلك كما ورد في السؤال، ولكن عليها قبل التدبر والتفكر أن تقرأ عليهن أيسر ما قرأته من التفاسير وأوضحها، حتى يعلموا تفسيرها كما قرره المفسرون أهل الاختصاص.
ثانياً: تبين مديرة الجلسة أن الغرض من التدبر في الآيات هو الاتعاظ والالتزام بما توحي إليه الآية، وليس مجرد الثقافة، وأن الخواطر التي تتوارد على أذهان الحاضرات ليست أحكاماً شرعية؛ لأن الحكم الشرعي له طرق استنباطه الخاصة به ومن أهله.
ثالثاً: ألا يصاحب هذه الجلسات طقوس معينة، كإغماض العينين، وسرحات الخيال، وما إلى ذلك.
وأرى أنه إذا التزمتن ذلك، فعسى أن يكون باب أجر عظيم للمسئولة وأخواتها.
2007-05-27
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية