اكتحال المعتدة ووضع الحناء
27 مايو، 200712,525 زيارة العدة
السؤال :
هل يجوز للمرأة التي توفي زوجها أن تكتحل أو تضع الحناء في شعرها، أو تزيل الشعر الكثيف من وجهها؛ لأنه يلفت النظر ويشوه وجهها؟
وهل يجوز لها أن تضع الحناء على شعر رأسها؛ لأن مكثها مدة العدة -وهي طويلة- يبيض شعرها، ويصبح شكلها غير حسن، بل تشمئز المرأة من نفسها حينما تدخل غرفتها وتنزع حجابها فترى شعرها، وهذا يسبب لها حرجاً كبيراً لزوارها، ومن الصعب أن تظل طوال اليوم وهي بالحجاب في بيتها؟
الجواب :
قال ابن قدامة: (وتجتنب الحادة ما يدعو إلى جماعها ويرغب في النظر إليها ويحسنها؛ وذلك أربعة أشياء: أحدها: الطيب ولا خلاف في تحريمه، والثاني: الزينة؛ وهي ثلاثة أقسام: أحدها: الزينة في نفسها، فيحرم عليها أن تختضب وأن تحمر وجهها، وأن تبيضه، وأن تجعل عليه صبراً يصفره، وأن تنقش وجهها ويديها، وأن تحف وجهها وما أشبهه مما يحسنها، وأن تكتحل بالإثمد من غير ضرورة. والثاني: زينة الثياب، والثالث: الحلي، حتى الخاتم في قول عامة أهل العلم، الثالث: تجتنب النقاب لأنها كالمحرمة. والرابع: المبيت في غير منزلها.
فالمرأة المتوفى عنها زوجها تجب عليها العدة والحداد، فيجب عليها أن تتجنب الزينة سواء في البدن أو الثياب، فيحرم عليها الطيب في البدن أو الثياب، كما يحرم عليها الكحل لأنه من الزينة ما لم يكن دواء لعينها، وكذلك يحرم الحناء مما يعتبر في العرف زينة في يديها ورجليها، ولا أرى ذلك يشمل وضعه على شعرها إذا كانت في بيتها وتلبس حجابها وتفعله لستر الشيب، لا لعمل التسريحات والتجمل المقصود أمام زوارها، قال ابن قدامة: لا تمنع من جعل الصبر -وهو يصفر الوجه- على غير وجهها من بدنها؛ لأنه إنما منع منه في الوجه لأنه يصفره فيشبه الخضاب، وصبغ الشعر وستره مثله، وهو غير الكحل لأن الكحل ظاهر فيه التجمل، وقد ورد حديث أم عطية رضي الله عنها: (كنا ننهى أن نحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً، وأن نكتحل، وأن نتطيب، وأن نلبس ثوباً مصبوغاً) (فتح الباري 9/491).
وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المتوفى عنها زوجها لا تلبس المعصفر من الثياب ولا الممشوق، ولا الحلي، ولا تختضب، ولا تكتحل) (رواه النسائي، وأبو داود).
وأما إزالة المعتدة ما قد يظهر من شعر في الوجه، فإن كان كثيفاً يشين المرأة وينفر منها، فتزيل قدر ما يشينها، وأما إن كان خفيفاً محتملاً، بحيث لا يؤذيها ولا يسبب لها حرجاً، فلا تزيله؛ لأن إزالته حينئذ تجمل وزينة.
2007-05-27
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية