اسبال الايدي في الصلاة
6 نوفمبر، 20062,720 زيارة الصلاة
السؤال :
بعض المسلمين يرسلون أيديهم في الصلاة ويقولون : إن هذا مذهب الامام مالك . فهل هذا صحيح وما هو الصحيح في مكان موضع اليد أثناء الصلاة .
الجواب :
بالنسبة لمكان وضع اليد فيجوز وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى تحت السرة أو فوق السرة أو على الصدر ، وكل ذلك وردت فيه أحاديث تؤيده . فلا بأس بأن تضع اليد في أي مكان آخر مما ذكرناه . أما بالنسبة لقول بعض الناس أن مذهب مالك هو إرسال اليد ، نقول : إن الامام مالكاً من رواة نقل وضع اليد اليمنى على اليسرى ، ويقول ابن عبد البر : لم يزل مالك يقبض حتى لقى الله عز وجل و ما روى عن مالك من الارسال وصار إليه بعض أصحابه فسببه كما قيل أن الخليفة المنصور ضربه على يديه فشلت فلم بستطيع ضمها إلى الأخرى لا في الصلاة ولا في غيرها ، فرآه الناس فقالوا الأمر بيّن من فعل مالك الارسال ولم يتفطنوا للسبب ومنه تعلم أن الثابت الصحيح عن مالك القول بسنية قبض اليدين في الصلاة مطلقاً ( الدين الخالص 2/221 ) .
وتحقيق المألةأن وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة قد أسند عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق صحاح رواه وائل بن حجر أنه { رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة كبر ثم التحف في ثوبه ثم وضع يده اليمنى على اليسرى } وقد اختلف الرواة عن مالك في وضع اليمنى على اليسرى فروى أشهب عن مالك أنه قال لا بأس بذلك في النافلة والفريضة وروى مطرف وابن الماجشون عن مالك أنه استحسنه وروى العراقيون عن أصحابنا عن مالك في ذلك روايتين : إحداهما الاستحسان . والثانية : المنع . وروى ابن القاسم عن مالك لا بأس بذلك في النافلة وكرهه في الفريضة . وقال القاضي أبو محمد ليس هذا من باب وضع اليمنى على اليسرى وإنما هو من باب الاعتماد والذي قاله هو الصواب فإن وضع اليمنى على اليسرى إنما اختلف فيه هل هو من هيئة الصلاة أم لا وليس فيه اعتماد فيفرق فيه بين النافلة والفريضة . ووجه استحسان وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة الحديث المتقدم ومن جهة المعنى أن فيه ضربا من الخشوع وهو مشروع في الصلاة . ووجه الرواية الثانية أن هذا الوضع لم يمنعه مالك وإنما منع الوضع على سبيل الاعتماد ومن حمل منع مالك على هذا الوضع اعتل بذلك لئلا يلحقه أهل الجهل بأفعال الصلاة المعتبر في صحتها . ( مسألة ) : وفي أي موضع توضع اليدان قال ابن حبيب ليس لذلك موضع معروف . وقال القاضي أبو محمد المذهب وضعهما تحت الصدر وفوق السرة وبه قال الشافعي وقال أبو حنيفة السنة وضعهما تحت السرة والدليل على ما ذهب إليه مالك أن ما تحت السرة محكوم بأنه من العورة فلم يكن محلا لوضع اليمنى على اليسرى كالعجز وقوله وتعجيل الفطر والاستيناء بالسحور سنذكره في باب الصوم إن شاء الله . ( ص ) : ( مالك عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة قال أبو حازم لا أعلم إلا أنه ينمي ذلك أى يرفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم) . ( ش ) : قوله أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى يريد أن يضعها على رسغه لأن يده اليمنى لا يضعها على كف يده اليسرى وإنما يقتصر بها على المعصم والكوع من يده اليسرى ولا يعتمد عليها . المنتقى شرح الموطأ1/281
ومنه يتبين أن مذهب مالك سنية وضع اليد اليمنى على اليسرى
2006-11-06
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية