الغناء في الاعراس
11 ديسمبر، 20052,796 زيارة الغناء والألعاب والمسابقات
السؤال :
هناك بعض الأسر تتفق مع مطربين ليحيوا حفلات الأعراس للنساء ، ويجعلون المغني وفرقته في غرفة ، والنساء المدعوات في الصالة ، وهناك أحد المطربين في أثناء الحفلة يخاطب النساء عبر الميكرفون ، ويقول بعض العبارات التي قد يكون الغرض منها الإثارة ودعوة النساء لمزيد من الرقص وأحياناً تكون عبارات للفكاهة ، أو غير ذلك ، علما بأن الحفلة كلها بالدف والطبل .
فنرجو بيان الحكم الشرعي في ذلك وخاصة حكم غناء الرجال للنساء وجواز حضور هذه الحفلات ؟
الجواب :
الغناء في الأعراس جائز عند الفقهاء ، لغرض إدخال الفرح والبهجة والسرور ومستند ذلك حديث عائشة رضي الله عنها : أنها زفت امرأة الى رجل من الأنصار فقال نبي الله : يا عائشة ما كان معكم لهو ، فإن الأنصار يعجبهم اللهو " ( فتح الباري بصحيح البخاري 9/225 ) كما يباح الغناء في العيد ، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث ، فاضطجع على الفراش وحول وجهه ، ودخل أبو بكر ، فانتهرني وقال : مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : دعهما ، فلما غفل غمزتهما فخرجتا " (البخاري 2/440 ،ومسلم 2/607 ) كما يباح الغناء للمناسبات المباحة الأخرى كقدوم مسافر ، أو للختان ، أو للمجاهدين ، أو لحداء الابل ، ويجوز أن يصاحب الغناء الدف والطبل ، لما روت الربيع بنت معوذ قالت : " دخل على النبي صلى الله عليه وسلم غداة بني علي ، فجلس على فراشي ، وجويريات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائي يوم بدر ، حتى قالت احداهن : وفينا نبي يعلم ما في غد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقولي هكذا ، وقولي كما كنت تقولين " (البخاري 9/202) .
وبناء على هذه الادلة نقول : يجوز أن تغني النساء للنساء وهذا هو الأولى شريطة أن تكون عبارات الأغاني عفيفة غير فاحشة ولا مثيرة للغرائز ، ولا حرج أن تكون كلمات الأغاني غزلية اذا كانت عفيفة ، وينبغي أن تكون أدوات الغناء المصاحبة له مما هو مشروع من الدف والطبل وما هو من جنسيهما ، وهذا هو المعهود في الأعراس الشعبية ، وينبغي تجنب المعازف ، آلات العزف المختلفة في حكمها ، كما يجوز غناء الرجال للرجال بالضوابط السابقة .
وأما غناء الرجال للنساء في مثل هذه الحفلات فهو جائز بالشروط السابقة ويضاف لها أن يكون مدخل الرجال ومخرجهم منفصلا ، والا يختلطوا بالنساء ، والا يطلعوا عليهن ، فان كان المغني وفرقته في غرفة منفصلة فصلا تاما بحيث لا يسمع الرجال النساء ، ولا النساء الرجال الا عبر الميكرفون ، فحكم ذلك الجواز وهو مثل استماع صوت الرجال بالمسجل .
ولكن لا يجوز أن يتدخل الرجال أو المطرب في مخاطبة النساء واثارتهن بعبارات كما هو وارد في السؤال فان كان كذلك منع ذلك سدا لذريعة الفساد.
2005-12-11
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية