الصدقة من الفوائد
9 ديسمبر، 20052,521 زيارة تعاملات البنوك وشركات التأمين
السؤال :
شخص اشترى سندات من الدولة (اذونات خزانة الدولة) بمبلغ كبير ودفع لها قيمة السند، وأخذ الأرباح بعد الفترة المحددة. وبريد أن يتصدق بنصف هذه الأرباح، ويسأل هـل يثاب على هذا العمل علماً بأن ما سيتصدق به أموال كثيرة؟
الجواب :
لا أجر ولا ثواب له حينما يخرج هـذه الفوائد ، لأنها أموال ربوية ، خبيثة عافانا الله وإياه منها فالسندات هي من الربا المقطوع بحرمته ما في هذا شك، وبغض النظر عمن يصدر هذه المستندات أو اذونات الخزانة سواء أكان فرد أم هيئة أم شركة أم دولة فهي ربا بنص كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه، و بإجماع الأمة، وعلمائها من عهد النبوة إلى يومنا هذا.
فالسندات هي: تعهد مكتوب لحامله تتعهد الجهة المصدرة بسداد السعر في تاريخ معين نظير فائدة محددة. هذا هو السند ، وفائدته ثابتة لا تزيد ولا تنقص،و صاحب السند يعتبر مقرضاً ، ودائناً للجهة المصدرة للسند. ومادام السند قرضاً بفائدة معلومة مضمونة فهو ربا، ربا لا يحل بأي صورة كانت فيحرم التعامل به. ويسمى ربا السندات بربا النسيئة وهو الزيادة في الدين نظير الأجل، و يسمى ربا القرآن ، لأن تحريمه جاء في القرآن الكريم فقال تعالى: " يا أيها الذين أمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون " (سورة آل عمران أية 130) و حرمه النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حين قال:" ربا الجاهلية موضوع و أوله ربا أضع ربانا: ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله " (مسلم2/889)..
ويسمى ربا الجاهـلية فقد كانوا في، الجاهلية يقرضون الدراهم و الدنانير إلى أجل بزيادة مقدار ما استقرض على ما يتراضون به. وقد أجمعت الأمة على حرمته، وانعقد الإجماع على ذلك. ونقول للأخ السائل: لا تغرك حفنة من الفوائد، فستندم على ذلك يوم لا ينفع الندم " يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم و جنوبهم، وظهورهم، هـذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون " (سورة التوبة- آية 35) فمن منا يقوى على ذلك.
واعلم يا أخي الكريم أن من يتعامل بالربا فإنه يعلن الحرب الفعلية على الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه و سلم. ومن كان الله خصمه خصمه ،وأذاقه العذاب في الدنيا والآخرة اسمع إلى قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون " (سورة ا لبقرة- آية 379 ).
نقول لك يا أخي اتق الله. وخذ رأس مالك ، واترك الربا، وتخلص منه بأسرع، وقت ولا بأس أن تضع فوائد السندات في ظرف وتكتب عليه أموال ربوية وتسلمه بيت الزكاة ليصرفها في مصارفها الخاصة. ولا تدخل فلساً،واحداً من الحرام في جوفك أو جوف زوجك وأبنائك فاتق الله ثم اتق الله.
2005-12-09
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية