السؤال :
هل يجوز دفع الزكاة إلى طلبة العلم، كما هو في مشروع طالب العلم في بيت الزكاة الكويتي؟
الجواب :
نعم يجوز إعطاء طلبة العلم من الزكاة بناءً على دخولهم في مصرف (في سبيل الله)، وذلك إذا كان هذا الطالب يُعَدّ ليكون مسلماً قوياً متسلحاً بالعلم والإيمان، لينافح ويدافع عن الإسلام ويدعو إليه، ولا شك أن الاهتمام بالجوانب الثقافية والعلمية والتربوية في عصرنا الحاضر أصبحت من أهم ميادين الجهاد والدعوة، فإعداد طلبة العلم عامة، والعلم الشرعي خاصة، من أهم ما ينبغي الاهتمام به لنشر الدعوة الإسلامية، فإذا كان هؤلاء الطلبة يُعَدّون لذلك وفق المنهج الإسلامي السليم، فإنهم يستحقون الزكاة.
ولقد قال الإمام النووي (ولو قدر على كسب يليق بحاله، إلا أنه مشتغل بتحصيل بعض العلوم الشرعية، بحيث لو أقبل على الكسب لانقطع عن التحصيل، حلت له الزكاة، لأن تحصيل العلم فرض كفاية).
ويبين الإمام النووي سبب ذلك، بأن مصلحة المشتغل بالعلم مصلحة عامة للمسلمين، بخلاف من يُقبل على نوافل العبادات، فإن مصلحته خاصة لنفسه، فيعطى الأول ولا يعطى الثاني. فيقول: وأما من أقبل على نوافل العبادات ـ والكسب يمنعه منها أو من استغراق الوقت بها ـ فلا تحل له الزكاة بالاتفاق، لأن مصلحة عبادته قاصرة عليه، بخلاف المشتغل بالعلم. (انظر فقه السنة 3/146).