التوسل
11 ديسمبر، 20052,735 زيارة السنة والبدعة
السؤال :
هل يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم .
الجواب :
إن التوسل هو التقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح أو بطلب الدعاء من شخص آخر .ليحقق الله تعالى أمراً معيناً للطالب .
و لا خلاف بين الفقهاء في جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم في عدة أمور :
فيجوز التوسل به بمعنى طلب الدعاء منه في الدنيا و قد ثبت هذا في حياته صلوات الله و سلامه عليه فكان الصحابة يسألونه الدعاء في الأمور الدينية والأخروية و قال تعالى :"و لو أنهم ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله و استغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً " .
وجاء رجل أعمى إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ادع الله أن يعافيني . فقال النبي صلى الله عليه و سلم " إن شئت دعوت و إن شئت صبرت فهو خير لك قال : فادعه فأمره أن يتوضأ و يدعو فيقول :" اللهم إني أسألك و أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة….إلى أن قال " اللهم فشفعه في فقام و قد أبصر " (أخرجه الترمذي 5/569و قال حديث حسن صحيح ) .
و جاء رجل إلى مسجد النبي صلى الله عليه و سلم و هو يخطب يوم الجمعة فقال يا رسول الله : هلكت الأموال و انقطعت السبل فادع الله يغيثنا فرفع رسول الله يديه ثم قال :" اللهم أغثنا . اللهم أغثنا " قال أنس رضي الله عنه فأمطرت السماء سبتاً ثم دخل رجل المسجد في الجمعة التالية فقال يا رسول الله : هلكت الأموال و انقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه ثم قال : اللهم حوالينا و لا علينا اللهم على الآكام و الظراب و بطون الأودية و منابت الشجر " قال أنس : فأقلعت و خرجنا نمشي في الشمس .
و النبي صلى الله عليه و سلم يشفع لأمته يوم القيامة عند الله تبارك و تعالى .
و يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم بعد وفاته كأن تقول : اللهم إني أسألك بنبيك أو جاه نبيك أو بحق نبيك و هذا التوسل يجيزه جمهور الفقهاء المالكية و الشافعية و الحنابلة و بعض الحنفية من المتأخرين .
و قال ابن تيمية و بعض الحنابلة أن التوسل بذات النبي صلى الله عليه و سلم لا يجوز أما التوسل بغير ذاته مثل الدعاء بشفاعته و كذلك التوسل بالأيمان بالنبي صلى الله عليه و سلم و بطاعته فهذا جائز بل إن منكره كافر .
و هذا هو معنى قول عمر بن الخطاب " اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبينا فتسقينا ، و إنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا " أي نتوسل بدعائه و شفاعته لا بذاته صلوات الله وسلامه عليه . و هو معنى قوله تعالى :" و ابتغوا إليه الوسيلة " أي القربة إليه صلوات الله و سلامه عليه . قال شارح العقيدة الطحاوية في قول عمر : و إنا نتوسل إليك بعم نبينا أي بدعائه هو ربه و شفاعته و سؤاله و ليس المراد أنا نقسم عليك به أو نسألك بجاهه عندك 0
2005-12-11
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية