سفر المرأة

السؤال :

سؤال : كنا في نقاش علمي مع بعض طلبة العلم وكان أحدهم يقول يحرم على عن سفر المرأة بالطائرة ولبلد عربي قريب هل يجوز

الجواب :

الجواب : أغلب الفقهاء قالوا بحرمة سفر المرأة لغير ضرورة إلا مع محرم المَحرَم هو الزوج وكل من يحرم عليه الزواج من المرأة على التأبيد بنسب أو رضاع أو مصاهرة. ودليلهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم, ولا يدخل عليها رجل إِلا ومعها محرم، فقال رجل: يا رسول الله إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا وامرأتي تريد الحج. فقال: اخرج معها" (البخاري 1763).عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم إلا مع ذي محرم"(البخاري 1038، مسلم 1339). ومن العلماء من قال بجواز السفر بدون محرم بشروط يمكن معها أمن الفتنة والضرر، مثل أن تكون مع رفقة نســـاء وأمن الطريق .وهو مروي وأصحاب هذا الرأي منهم الحســــن البصـــري و الأوزاعي وداود الظاهري وهو قول عند الشافعية وهو قول عند الحنابلة واختاره هذا القول ابن تيمية . وعلق الإمام الباجي المالكي عل قول منع المالكية لسفر المرأة بقوله : "ولعل هذا الذي ذكره بعض أصحابنا إنما هو في حال الانفراد والعدد اليسير، فأما القوافل العظيمة والطرق المشتركة العامرة المأمونة فإنها عندي مثل البلاد التي يكون فيها الأسواق والتجار فإن الأمن يحصل لها دون محــرم ولا امرأة، (المنتقى شرح الموطأ 3/17). ودليلهم : ما جاء في حديث عدي بن حاتم مرفوعًا: "يوشك أن تخرج الظعينة من الحيرة تؤم البيت لا جوار معها". (البخاري 3400) وما ثبت عن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده أنه قال : أذن عمر رضي الله عنه لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حجّة حجها ، فبعث معهن عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف. وأيضا عند الفقهاء قاعد تقول: "ما حرم لذاته لا يباح إلا للضرورة، وما حرم لسد الذريعة فيباح للحاجة ". ولا شك أن سفر المرأة بغير محرم مما حرم سدًا للذريعة. وقاعدة: إن العلة من التحريـــم هي السفـر فالحكم لا يختلف، فالحكم معلق بالسفر حتى ولو كانت الحكمة منها المحافظة على المرأة فنقول بالمنع.وإن قلنا إن العلة من التحريم الخوف على المرأة والمحافظة عليها، فإذا أمن الطريق ونسوة ثقات فيجوز والذي نراه ترجيح القول الأول في المنع .