السؤال :
الله تعالى يقول في القرآن عن النبي صلي الله عليه وسلم ” صلوا عليه وسلوا تسليما ” فكيف نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم؟، ما حكم من ذكر عنده و لم يصل عليه ؟ وهل هناك ألفاظ مخصوصة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب :
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي الدعاء والاستغفار له، وقد بيّن الله مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منا الصلاة عليه، فقال تعالى: " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً" (الأحزاب 56)، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قد تكون واجبة وقد تكون مستحبة، على خلاف بين مواطنها عند الفقهاء، فتكون واجبة في التشهد الأخير، وبعد التكبيرة الثانية في صلاة الجنازة، وفي خطبتي الجمعة والعيدين، ودليل الوجوب الآية السابقة، وحديث كعب بن عجرة رضي الله عنه حيث قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: قد علمناه أو عرفناه كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى وآل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) (البخاري 8/5532). وهذا ما قال به الشافعية والحنابلة وهو الراجح لقوة دليلهم، وذهب الحنفية والمالكية إلى أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سنة في التشهد الأخير، ودليلهم قوله صلى الله عليه وسلم في تعليم أصحابه التشهد: (إذا قلت هذا أو فعلت فقد تمت صلاتك إن شئت أن تقوم فقم وإن شئت أن تقعد فاقعد) (أبو داود 1/593)، فاللفظ ظاهر في أن الأمر ليس للوجوب، وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم خارج الصلاة فهو مستحب وليس واجباً.