طالب رئيس رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي والعميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية د.عجيل النشمي العلماء بأن يحفظوا أفواههم حذرا من مس النار، حين يكتمون العلم في موضع اظهاره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار». وقال د.النشمي في تصريح لـ «الأنباء» ان ما يمر بالعالم الاسلامي اليوم من أحداث داخلية وخارجية يحمل علماء المسلمين مسؤولية الدفاع بالنصيحة والذود عن أمانة الكلمة التي عجزت عن حملها السموات والأرض فهي مؤونة وضريبة العقل النير والصدارة والوجاهة العلمية، وإن عدم اليوم من يقول: لا خير فيكم ان لم تقولوها، ولا خير فينا ان لم نسمعها.
وأشار الى ان الأحداث العالمية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والدينية من وجهة خصوم الإسلام تدور رحاها اليوم وتتزاحم حول محور واحد هو الإسلام، هذا الفاتح القادم، كيف يؤجل وصوله؟ او كيف يشغل به أهله؟ او يشغلون عنه او كيف يقصم ظهره؟ او كيف يواجه؟ وما هي عناصر قوته؟ هل هي ذاتية فتصعب او هي بمن يحملونه فتهون او بالاثنين معا فلن يغلب أبدا؟
وأضاف د.النشمي: قد يكون الحاكم معذورا ان لم يسمعها له أحد ـ ولا يعذر من كل وجه ـ ولا عذر للعلماء من كتمها وعدم اسماعها، فلا يعذر العلماء أهل الفقه في الدين من قول كلمة الحق والفصل، لتكون لأمانة الكلمة أهميتها، بل أهميتها انما تكون حين تصم دونها الآذان وتوصد دونها الأبواب، فلا تجد آذانا صاغية تسمع، او قلبا خيرا يفتح، حتى تحمل قائلها او مكانته، او وجاهته او ماله او نفسه، ولذا كانت النصيحة «أعظم الجهاد كلمة حق عند إمام جائر» يغلق أذنيه وقلبه عن الحق والخير فلا خير فيه، والخير فيمن نصحه، وأما العادل فإنه ناصح لنفسه أمين، فالخير فيه وفيمن نصحه.
وأكد ان خصوم الإسلام يقرأون التاريخ جيدا وحضارة الإسلام على وجه الخصوص ويدركون ان قوة اندفاع الإسلام ذاتية، ولكنها تحتاج الى أدنى جهد موفق مخلص من البشر، وهم يعلمون علم اليقين ان الإسلام في أميركا وأوروبا وأفريقيا وآسيا لا تتزعمه دولة، ولا تدعمه وصرحه المتين النامي يقوى ساعة فساعة، وما هو الا من جهود جماعات او شباب غض، اكثره تفتحت أعينهم وعقولهم على كنوز الاسلام حين اطلعوا على سوءات الحضارة الغربية ومع ذلك فآثار الاسلام في بناء البشر عظيمة وملموسة يدركها أولئك الذين يبذلون السيولة المتدفقة من الدول الغنية لدعم باطلهم دينا وفكرا فلا يجدون نتاجا من بشر يوازي ما يبذلونه.
ولفت د.النشمي الى أن مسؤولية فقهاء العصر اليوم ان يقولوا ان هذا الشباب المتمرد على زيف الحضارة ليس متعصبا بل متمسك بدينه وكتابه صالح ومصلح قال الله تعالى: (فاستمسك بالذي أوحي إليك)، (فمن يكفر الطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى)، (إن الذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين)، فالشباب طلائع النجاة إن أحسن توجيههم.
وأشار الى ان مسؤولية أهل الفقه ان يرفعوا أصواتهم بالحق ليخرجوا من دائرة اللعن والطرد من رحمة الله.