حذر رئيس رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون د.عجيل النشمي من الجامية أو المدخلية وهي فرقة ظهرت حوالي عام 1411 – 1990 في المدينة المنورة على يد الشيخ محمد أمان الجامي الهرري الحبشي، والشيخ ربيع بن هادي المدخلي، والأول مختص في العقيدة، والثاني مختص في الحديث، وقد أثنى عليهما العلماء بادئ الأمر منهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ صالح الفوزان قبل ان يروجوا لفكرهم القائم على عدة مبادئ خاطئة ومنها بخاصة مبدأ التجريح للعلماء الكبار وهذا الذي أورث جفوة بينهم وأقرانهم من أهل العلم.. وتأثر بمنهجهم بالجرح تلامذتهما فبالغوا أشد المبالغة وجعلوا من التجريح لكبار العلماء منهجا، وهذا الذي من أجله صدرت الأحكام والبيانات والفتاوى في التحذير منهم.
وأضاف د.النشمي الذي ينظر في الدعوات والفرق والجماعات والأحزاب التي ظهرت على مدار التاريخ الاسلامي لا يجد فرقة مثل هذه الفرقة الخطرة، التي تخصصت في تجريح العلماء والجماعات والأحزاب في كل بلد مهما كانت مكانة هؤلاء العلماء والجماعات والأحزاب ولو كانوا من أهل السنة، وخطورتهم أشد ما تكون في هذا العصر الذي تحتاج فيه الأمة الى وحدة صفوفها وتوحيد كلمتها والتقارب بين جماعاتها في وجه خصوم الدعوة والدعاة. في هذا الوقت الحرج ظهرت هذه الفرقة وجعلت همها من حيث الواقع تجريح علماء الفقه والدعوة من السلف والاخوان وغيرهم. يجمعون تسجيلات ومقالات وخطب الفقهاء والدعاة ثم يبدأون بالنقد الجارح ويحملون عباراتهم مالا تحتمل، ويحملونها على أسوأ المحامل الجارحة ويستخدمون عبارات نابية غير معهودة بين العلماء ولا بين طلبة العلم، ويتدرجون في التجريح يبدأون بتبديع الفقهاء والدعاة والجماعات، ثم تفسيقهم، ثم وصفهم بالخوارج، ثم اخراجهم من أهل السنة والجماعة.
وتابع د.النشمي العجيب ان المغالاة في حربهم على الجماعات جعلتهم يقفون ضد كل ما تراه الجماعات حقا وواجبا شرعيا فالتغييرات في العالم الاسلامي سواء في ليبيا أو تونس أو مصر أو اليمن كلها باطلة عندهم، لأنها خروج على الحاكم، ومازالوا يقولون ان القذافي كان ولي أمر وما كان من الجائز شرعا الخروج عليه، وأن الذين خرجوا عليه آثمون.على الرغم من ان القذافي أظهر الكفر البواح فرفض السنة وحرف في كتاب الله.وقد وجدت القوة الشعبية التي يمكنها ازاحته وأزاحته فعلا.
وزاد: مواقفهم غريبة من الحركات الجهادية سواء في أفغانستان في حربهم ضد الروس كانوا يثبطون المجاهدين ويوهنون عزائم كل من يزمع الالتحاق بالمجاهدين، وهذا موقفهم في فلسطين، وخاصة في غزة، حتى موقفهم في سورية ليس واضحا بل بعضهم صدر عنه كلام صريح في عدم جواز قتل عسكر النظام البعثي وهذا غاية الجهل بالحكم الشرعي لمن يقاتل في صف نظام البعث الكافر ويكون ردءا له.
موقف العلماء من الجامية
ولفت النشمي إلى ان أول من تنبه الى خطورة هؤلاء علماء المملكة العربية السعودية وبخاصة هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء، وغيرهم من العلماء. وخاصة بعد ان نال الجاميون من مقام العلماء الكبار من هيئة كبار العلماء ومن غيرهم.