أكد رئيس رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي د.عجيل النشمي ان فكرة تكوين مشروع علماء المستقبل الذي عرضه د.محمد الشنقيطي في موريتانيا فكرة نحتاج الى تطبيقها. وقال خلال اجتماع الرابطة الذي ضم أكثر من 33 من أساتذة الشريعة والدعاة والذي عقدته الرابطة بعنوان «كلية الشريعة.. الواقع والطموح» والذي عرض فيه د.الشنقيطي فكرة تكوين مشروع علماء المستقبل العالمي، انه مشروع أمل لكل معايش لحال الجامعات، لأن مسار الجامعات الآن مسار ضعيف جدا، وما نسمع عنه من هبوط أكبر جامعة إسلامية في العالم وأقدم جامعة وهي جامعة الازهر في مستواها الآن، لدرجة كبيرة جدا لا يمكن تصورها في مستواها سواء كان على مستوى هيئة التدريس أو الطلبة أو المخرجات كلها. وزاد: كون هذا المشروع في موريتانيا ونريد ان ننقل هذه الصورة ولو مصغرة في أماكن اخرى في نقل الفكرة وتطبيقها في مكان آخر، فهناك بعض المناطق مثلا دول مجلس التعاون الخليجي ربما تيسر كثيرا من الامور المادية والمكان وأمورا أخرى، ولكن المنهج الذي يدرس والنظام الذي يتبع يحتاج الى تفرغ فنحن نرى طلابنا في الدراسات العليا يأتي أحدهم مرهقا ينام في القاعة، لذا يجب أن نفكر جديا في انشاء مثل هذا المركز المهم.
وتناول عميد كلية الشريعة والدراسات الاسلامية د.مبارك الهاجري واقع كلية الشريعة والرؤية المستقبلية للعمادة وطرح في حديثه ان الكلية قررت ان يكون هناك مقرر للاقتصاد الاسلامي ثنائي اللغة، حيث تمت الموافقة عليه من الشؤون العلمية بالجامعة ومجلس الكلية وبقيت الآن موافقة مجلس الجامعة ويتكون المقرر من 142 وحدة دراسية، كما أعلن د.الهاجري عن تطوير بعض المقررات الدراسية التي يحتاجها طلبة كلية الشريعة من الناحية القانونية بالتعاون مع كلية الحقوق، وان هذا يعتبر من فتح أبواب التخصصات والدراسات البينية بكليات الجامعة المختلفة. كما تم تشكيل لجنة لتطوير أستاذ كلية الشريعة فيما يتعلق بمستجدات العصر من التعليم واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة.
من جهته تحدث رئيس جمعية علماء المستقبل د.محمد حسين الددو من مركز علماء المستقبل فقال ان المركز مؤسسة علمية عالمية مستقلة لا تهتم بالسياسة ولا تتبع أي توجه، وتضم مجموعة من الدعاة والمهتمين بالعلم وذلك ان العلم من أهم القربات التي يتقرب بها العبد الى الله وقد أثنى الله تعالى على العلماء، وبعد 5 سنوات من البحث وجدنا ان فكرة انشائه تعتبر من أهم القربات التي نتقرب بها الى الله (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وغيرها من الآيات والأحاديث النبوية التي تحث على العلم والاهتمام به (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) ووجدنا ان العلماء الربانيين لا يخشون في الله لومة لائم وهم رصيد هذه الأمة وورثة الأنبياء، وكذلك هم الذين يسوسون الأمة وهؤلاء مهددون بالانقراض، وزاد: واذا نظرنا الى الواقع وجدنا هذه الأمة في أواخر عهدها وننتظر أشراط الساعة وقد تكالبت عليها الأمم لضعفها ووجدنا انه لا مخرج لها إلا بالعلماء، كما وجدنا ان أهل التخصص يختصون بجزئية واحدة والشريعة لا يكمن تجزئتها فلابد ان يكون من يتكلم في الشريعة ملما بالجوانب الأخرى.
كما وجدنا ان كليات الشريعة لا تهتم بالجانب التربوي والخلقي، والعلم ليس فقط العلوم الشرعية حتى في الصلاة والحج أمور شرعية تطبيقية، كما ان العلاقة مع الأستاذ في كلية الشريعة معدومة فينظر اليه على انه موظف يأخذ راتبا فقط انما العلاقة العلمية في الشريعة هي علاقة هدى، كما ان السلوك والصدق والعبادة أمور أساسية من لا يتصف بها يكون كعلماء بني اسرائيل (كمثل الحمار يحمل أسفارا..) وانما يناقض القول مع العمل فهم يعلمون ولا يعملون.
وتناول الددو إيجابيات كليات الشريعة في استغلال الأوقات وفي التقويم العادل لتخريج الطالب وكذلك استخدام الوسائل الحديثة في البحث، وقال ان التعليم الأهلي الأصلي الذي كان موجودا لدى المسلمين له إيجابيات كثيرة مثل اتساع المقررات ووفرة الوقت وعدم التقيد بسنوات الدراسة والعناية بالسلوك والعلاقة بين الطالب وشيخه، والتطبيق والاجتهاد والتدريب، ولكن من سلبياته، مضيعة الوقت وعدم استغلال الوسائل، والتسوية بين الدارسين وعدم الاستفادة من الوسائل الحديثة. وأكد ان الهدف من هذا المركز محاولة تجنب السلبيات، فبدأنا بالعلوم التي تخرج العالم الحقيقي وهي 150 تخصصا اخترنا لكل تخصص عددا من الكتب بعضها للتدريس وأخرى للهواية فكانت المقررات 126 كتابا يمكن ان تحفظ في 17 عاما ورأينا ان يوضع برنامج تربوي فيه ختم للقرآن أسبوعيا وفيه تدريب على الخطابة والكمبيوتر ونحو ذلك من المهارات، والمجلس يضم 13 أستاذا متخصصا في شتى العلوم الدنيوية والشرعية ويدرس فيه الآن 20 عالما من الزوار من شتى أنحاء العالم، والمركز ليس فقط للدراسة بل يضم دورات مفتوحة تبث مباشرة على الإنترنت من مختلف أنحاء العالم.