أنت ومالك لأبيك
29 يناير، 20113,068 زيارة الحظر والإباحة
السؤال :
بعض الاباء يأخذون أموال ابنائهم وخاصة المنحة الميرية 1000 دينار بحجة قولهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنت ومالك لبيك فهل هذا الكلام صحيح
الجواب :
هذا الحديث ليس على ظاهره فننظر في الحديث ثم في آراء العلماء في معناه عن جابر بن عبد الله { أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن لي مالا وعيالا وإن لأبي مالا وعيالا وإنه يريد أن يأخذ مالي إلى ماله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت ومالك لأبيك } . و عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : { أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن لي مالا وولدا وإن والدي يحتاج مالي قال أنت ومالك لأبيك إن أولادكم من كسبكم فكلوا من كسب أولادكم
عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 3/329
حديث صحيح : صحيح ولفظ حديث جابر في كلام للمحدثين
.وللعلماء في معناه اتجاهان : فذهب قوم إلى أن ما كسبه الابن من مال فهو لأبيه واحتجوا في ذلك بهذه الآثار . وخالفهم في ذلك آخرونودليلهم وحجتهم أقوى وأظهر فقالوا : ما كسب الابن من شيء فهو له خاصة دون أبيه . وقالوا قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا ليس على التمليك منه للأب كسب الابن وإنما هو على أنه لا ينبغي للابن أن يخالف الأب في شيء من ذلك وأن تجعل أمره فيه نافذا كأمره فيما يملك ليس على معنى تمليكه إياه ماله ولكن على معنى أن لا يخرج عن قوله فيه. ألا تراه يقول ( أنت ومالك لأبيك ) فلم يكن الابن مملوكا لأبيه بإضافة النبي صلى الله عليه وسلم إياه فكذلك لا يكون مالكا لماله بإضافة النبي صلى الله عليه وسلم إليه . وقد حدثنا فهد قال : ثنا محمد بن سعيد قال : ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر . فقال أبو بكر رضي الله عنه : إنما أنا ومالي لك يا رسول الله } . فلم يرد أبو بكر بذلك أن ماله ملك للنبي صلى الله عليه وسلم دونه ولكنه أراد أن أمره ينفذ فيه وفي نفسه . فكذلك قوله ( أنت ومالك لأبيك ) فهو على هذا المعنى أيضا والله أعلم . وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم { حرم أموال المسلمين كما حرم دماؤهم } ولم يستثن في ذلك والدا ولا غيره .
2011-01-29
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية