كفارة قتل أكثر من شخص خطأ

السؤال :

السلام عليكم
أنا أعمل طيار وقد تعرضت لحادث في الطائرة وعلى متنها 12 راكب ونتج عنه وفاة 8 ركاب ومن نتيجة التحقيق فقد اعتبر خطأ طيار ، أي أنا السبب في الحادث .
فحسب علمي هنا للقتل الخطأ هو صيام شهرين متتابعين أو تحرير رقبة وقد قمت بصيام الشهرين المتتابعين وبعدها سمعت من أحد المشايخ قال لي أنه يجب أن أصوم لكل متوفي في الحادث شهرين متتابعين. فإذا كان كذلك فكيف بقائد طائرة نقل كبيرة وعلى متنها أكثر من 400 راكب أو سفينة وعلى متنها أكثر من ألف راكب.
أرجو الإفادة من فضيلتكم
وجزاك الله خير الجزاء

الجواب :

هذا قتل خطأ ويترتب على القتل الخطأ: الدية، والحرمان من الإرث، و الكفارة. أما الدية فلقوله تعالى: " ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنه ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا " وقوله تعالى: " وأن كأن من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله " (النساء: 62) والدية تجب على العاقلة، عاقلة الجاني وهو واحد منهم عند أبى حنيفة ولا يلزمه شيء معهم عند مالك والشافعي وأحمد، وتكون مؤجلة ثلاث سنين لحديث أبى هريرة رضى الله عنه اقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر ففتلتها وما في بطنها، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدية المرأة على عاقلتها " (البخاري 525/2 ومسلم 3/0 131) وأما الكفارة: فتجب في القتل الخطأ مع الدية: تحرير رقبة، فإن لم يجد فصوم شهرين متتابعين لقوله تعالى: " وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليماً حكيماً " (النساء: 62). وأنت لم تجد الرقبة فيجب عليك الصوم إذا ثبت أنك السبب في القتل و أثبت التقريرالرسمي أن الخطأ منك فعليك الدية لأهل الميتين ولو تعددوا إلا إذا عفوا وعليك الكفارة وهي عتق رقبة ومادامت الرقاب غير موجودة فعليك صيام شهرين متتابعين عن كل ميت .والله اعلم ولو استفتيت هيئة الفتوى بالأوقاف يكون أكثر اطمئنانا