السؤال :
هل يجوز التصدق بما تجود به الحال على بعض الأقارب والمعارف في العراق، لما يعانونه من وضع مأساوي، وفقر مدقع، وحالة يرثى لها بسبب الأوضاع السياسية المأساوية من أثر الاحتلال الأمريكي؟
الجواب :
شعب العراق شعب مسلم، وحق المسلم على المسلم نصرته وعونه والاهتمام بأمره، قال صلى الله عليه وسلم: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) /أخرجه الطبراني، وفيه ضعف/، فواجب الحكومات الإسلامية والشعوب الإسلامية نصرتهم وعونهم بأي طريق، فسيئات النظام وظلمه لا يتحملها شعبه، بل شعبه هو أول المكتوين بناره، ويقول تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) [الأنعام:164]، ولو أخذ الشعب بجريرة نظامه لحكمنا عليه بالكفر -والعياذ بالله- بحجة أن النظام بعثي كافر، وهو محكوم به، وهذا ما لا يقوله مسلم، وأولى الناس بنصرة شعب العراق هم أقرب البلاد إليهم، والكويت أقرب جار لهم تربطه بهم رابطة الدين والتاريخ والنسب، فقراباتهم كثيرة، وكثير من العوائل متداخلة وممتدة بين الكويت والعراق.
وما دام الأمر كذلك؛ فإن شعب العراق أولى بالصدقات والزكوات من غيره، وعلى الموسرين في الكويت أن تسخوا أياديهم لإخوانهم المنكوبين، فالنصرة بالمال لا تقل عن النصرة بالنفس، بل قدم الله الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس لأهميته، قال تعالى: (انفروا خفافاً وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله) [التوبة:41]، وعلى اللجان الخيرية أن تلتفت إلى توجيه الصدقات والزكوات إلى جيرانهم من أهل العراق، وتخص لهم صناديق خاصة أو عامة لهذا الشأن. وعلى من لهم أقرباء أن يخصصوا صدقاتهم وزكوات أموالهم لأقربائهم من أهل العراق، فهذا مما يكتب لهم صدقة وصلة رحم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (لهما أجران: أجر القرابة، وأجر الصلة) متفق عليه.
وما ذكرناه إنما هو من باب التذكير، وإلا فإن كثيراً ممن لهم أقرباء أو ممن ليس لهم أقرباء من أهل الكويت يدفعون زكواتهم وصدقاتهم إلى المحتاجين من إخوانهم في العراق، كما أن الحكومة الكويتية توصل المعونات إلى اللاجئين منهم في إيران، وهذا متكرر ومعهود، يعلمه القاصي والداني.