ستار أكاديمي
27 مايو، 20072,669 زيارة الغناء والألعاب والمسابقات
السؤال :
يعرض هذه الأيام على إحدى القنوات برنامج اسمه (ستار أكاديمي)؛ وهو عبارة عن جمع عدد من الفتيان والفتيات -حوالي /12/- من الجنسين، وجمعهم في فيلا صغيرة يعيشون حياتهم الطبيعية، فيلتقون ويغنون، وقد تكون بينهم بعض المواقف مثل اللمس والاحتضان والقبلات، وتلبس الفتيات ملابس مغرية، وتستمر حياتهم في هذا المكان لمدة شهرين أو أكثر، والكاميرات مسلطة عليهم /24/ ساعة حتى في غرف نومهم، وهي غرف منفصلة الذكور عن الإناث، لكن رأينا الشباب يدخلون غرف نوم الفتيات، ويطلب من المشاهدين التواصل مع هؤلاء الشباب والشابات عن طريق الرسائل أو المسجات، لترشيح الفائزين من بين المتبارين، وتكون تكاليف هذه الاتصالات لصالح الجهة المنظمة.
والسؤال حول حكم مشاهدة هذه البرامج، والاتصال مع هؤلاء الفتيات والفتيان، ومسئولية من نشر مثل هذا العمل.
الجواب :
هذا البرنامج يحمل عدة خسائس، الواحدة منها تكفي لوصفه بالحرمة، ومن ذلك:
أولاً: اجتماع الفتيات مع الفتيان دون علاقة شرعية بينهما، وهذا الاجتماع لا يخلو من خلوات، ولا يمنع من ممارسات محرمة، قولاً أو فعلاً. وهذا المحرم ثمرة للخلوة، فهي وسيلة وذريعة إلى الحرام، وما كان وسيلة للحرام فهو محرم، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) (الترمذي 4/466، حديث حسن صحيح)، وكما تحرم خلوة الرجل بامرأة واحدة، تحرم أيضاً خلوته بأكثر من امرأة، وكذا خلوة امرأة بأكثر من رجل، ومثله أيضاً خلوة رجال بنساء كما هو حال السؤال، فهذا الاجتماع يسمى خلوة، وهي خلوة محرمة، ولو لم يحدث فيها بينهما شيء.
ثانياً: إن ما يحدث بينهم من قول فاحش أو غناء أو ملامسة يعتبر من الكبائر المقطوع بحرمتها، فنظر الشباب للفتيات ونظرهن لهم نظر لا غرض مشروع منه كنظر الطبيب والأستاذ، وإنما هو نظر شهوة محرم قطعاً، خاصة وأن الفتيات يلبسن من الثياب ما يثير الغرائز ويدعو إلى ما وراء ذلك، من تحقيق كلمة أو لمسة، وما هو أبعد من ذلك. والشباب المشارك في هذا يدرك أن هؤلاء الفتيات يقبلن مثل ذلك، فالقبول بالمشاركة والنوم والجلوس الأيام العديدة قبول حتماً بكل ما يترتب على هذا اللقاء، وما لم يتم خشية الإعلام المشاهد ربما يتم بعد ذلك، فقد سقطت الكلفة، ولم يعد لإغواء الشيطان بينهما حاجة.
وقد حرم الإسلام لمس الرجل المرأة الأجنبية عنه، فقال صلى الله عليه وسلم: (لأن يطعن فر رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له) (مجمع الزوائد 4/326، حديث صحيح) هذا في مجرد اللمس كالمصافحة، أما إن وصل الأمر إلى الاحتضان والقبلات فهذا من الكبائر والفحشاء التي توجب العقوبة الرادعة القاطعة لهذا الفسق والمجون.
ثالثاً: الكسب الحرام الذي تكسبه الجهة المنظمة والمنفذة من خلال الاتصالات والرسائل، وهي عرض لقاء الفتيان والفتيات وما يحدث بينهما على القناة الفضائية ليشاهدها الناس في بيوتهم على مدى /24/ ساعة، وهذه الخسيسة الكبرى، فإن إعلان المنكر من باب إشاعة الفاحشة وتعميم الفساد، وهذا من أعلا درجات الكبائر، ويدخل في باب محاربة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قرر القرآن الكريم حرمة إشاعة الفاحشة فقال تعالى: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) [النور:19]، وهذا وعيد عظيم من الله تعالى لكل من يحارب الله بنشر المعصية، ولكل من يحارب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر بالمنكر، والسعي لنشره وتعميميه، والفاحشة: كل قول أو فعل سوء يخص أخلاق المسلمين فيطغى فيها، أو يدخل عيها الفساد والانحراف، وهذه المشاهد المذكورة في السؤال هي الفاحشة بكل معانيها، ويزيد من شناعتها وحرمتها إشاعتها بوسائل الإعلام الموجودة في كل بيت، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمعاقبة المجاهرين بالمعصية وعدم العفو عنهم، فقال: (كل أمتي معافى إلا المجاهرون) (البخاري 10/486، ومسلم 4/2291)، والمراد في الآية بالذين يحبون أن تشيع الفاحشة: هم كل من عمل لهذه الفاحشة أو يسر سبل نشرها وأعان عليها، أو أحبها، أو نظر إليها، أو رضي بها وسكت عن النهي والاعتراض عليها في قلبه أو يده أو لسانه.
ومن هنا تأتي خطورة السكوت، خاصة من الشباب والشابات، والسكوت عنه سكوت عن شيوع الفاحشة والمعاصي في بيوتنا.
وأما عن المسئولية: فإنها مسئولية عامة تبدأ بولي الأمر صاحب السلطة، فإن استطاع منع مشاهدة هذه المنكرات وجب عليه فعله، فإن لم يستطع فعليه التوعية والتحذير، وكذا مسئولية رب الأسرة والأم أن يمنعا مشاهدة هذا البرنامج، وبوسعهما ذلك في التحكم بقنوات البث، وذلك مصحوباً بتوعية الأبناء ذكوراً وإناثاً بسبب المنع، وأنه وقاية أن يقع نظر المسلم أو المسلمة على المحرمات، وكذا مسئولية الأجهزة الإعلامية، فإن استطاعت المنع وجب، وإلا فعليها التحذير والتوجيه من خطورة هذا البرنامج وآثاره على الأخلاق والأسرة.
وأما القائمون على هذا البرنامج والمشاركون فيه فهم فسقة في حكم الإسلام ،يستحقون العقوبة الرادعة إن لم تنفع معهم الموعظة والطلب إليهم بترك ما هم عليه من منكر.
2007-05-27
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية