حكم فك الحصار عن أهل فلسطين
27 مايو، 20062,998 زيارة السياسة
السؤال :
ما هو حكم الشرع في الحصار الأمريكي الأوربي علي الشعب الفلسطيني وما هو واجب المسلمين حكومات وشعوبا .
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
فتوى أن
" فك الحصار عن أهل فلسطين واجب شرعي "
لم يجتمع على أمة ظلم مثل الذي يجتمع على أهل فلسطين اليوم . كما لم تجتمع قوى الظلم من دول الظلم العظمي مثل الذى تجتمع عليه اليوم أمريكا وأوربا بإمرة يهود ومكرهم. اغتصبوا الأرض ، وسلبوا خيراتها ، وقتلوا وشردوا أهلها الشرعيين .
ولم يكتفوا بهذا الظلم بل سلكوا اليوم مسلكا ينبئ عن دناءة خلق وانحطاط لم يسبق له مثيل فى تاريخ الظلم الحضاري . لا لشيئ سوى أن أهل فلسطين اختاروا طريق العزة والمقاومة لهم خيارا. فيحاصروهم حتى لايدخل عليهم طعام أودواء أو مال فيموتوا جوعا أو يذلوا ويركعوا لجبروتهم فيعترفوا ليهود بأنهم أهل الأرض وهم الأسياد ومن عليها لهم عبيد .
هذا الظلم البين يوجب على حكومات العرب خاصة والمسلمين عامة واجبا شرعيا أن يتحملوا مسؤولياتهم ، ومن مسؤولياتهم حماية ظهر أهل فلسطين وبخاصة الدول المجاورة لهم فيفتحوا الحدود كيما تنتقل الأطعمة والدواء والمال . واجب الدول العربية والإسلامية أن تخرق الحصار، واجبها أن تقول لا.. ولوا لهذه المرة ، كما قالتها بعض الدول غير الإسلامية. فقد والله بلغ الذل فينا أمة العرب والإسلام مبلغه ، قولوا لا.. تحمد لكم شعوبكم هذا الموقف ، قولوا لا.. حتى يزول ما قد يكون من فجوة بينكم وبين شعوبكم ، قولوها لئلا تتحول الفجوة إلى جفوة – لاقدر الله - إن قلوب المسلمين تقطع أن ترى عبث يهود وأعوانهم ولا تراكم .
وإن هذا الظلم البين يوجب على الشعوب العربية والإسلامية أن تتحمل مسؤلياتها الشرعية أيضا ، فهي مدعوة إلى الجهاد جهاد المال لنصرة إخوانهم وأهليهم ، تلبية لنداء واجب الشرع المسؤول عنه جميعنا يوم الدين . قال الله تعالى " وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر " أنصروهم بكل ماتستطيعون من مال ، أنصروهم بواجب الولاء لهم والبراء من أعدائهم قال الله تعالى " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض " وقال تعالى : " والذين آووا ونصروا أولائك بعضهم أولياء بعض " والرسول صلى الله عليه وسلم يدعو أولكم وآخركم لنصرتهم بواجب أخوة الدين ورحم الإسلام " المسلم أخو السلم لايظلمه ولا يخذله ولايسلمه " .
جاهدوا بأموالكم إسنادا لرباط أهل فلسطين حتى تنالوا أجر المجاهدين في سبيل الله ، قال الله تعالى : " وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله " وقد بشركم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " من جهز غازيا فقد غزا " .
أيها المسلمون إن أهل فلسطين اليوم قد استحقوا صدقاتكم وجوبا لاتفضلا، وزكاة أمولكم حقا معجلا مفروضا . إنهم استحقوا الزكاة بأصنافها الثمانية وقلما اجتمعت لقوم اجتماعها لهم . قال تعالى : " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم " ففيهم الفقراء ، والمساكين ومنهم العاملون علي الزكاة ، ومنهم المؤلفة قلوبهم ممن يحتاجون إلى تثبيتهم علي الإيمان في هذه الفتن العاصفة ، ومنهم السجناء إذ لا تكاد تخلوأسرة من سجين يحتاج إلى فك رقبته ، كمالا يكاد يخلو رب أسرة من غرم دين ، ومنهم المشردون ممن فقدوا مساكنهم فسكنوا الخيام فهم أبناء سبيل ، وهم جميعا مرابطون مجاهدون إن شاء الله . فمن وضع زكاته أو صدقاته فيهم فقد والله وضعها في موضع يرضي الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم . وهذا أوان إخراج صدقاتكم و زكواتكم بل أوان تعجيل الزكاة لهم ، وقد قرر الفقهاء جواز تعجيل الزكاة حتى السنة والسنتين إذا دعت إليها الحاجة وهي اليوم ضرورة متعينة في أهل فلسطين المحاصرين ، فمن كان يخرج زكاة ماله في رمضان عليه أن يخرجها اليوم ، وأجرها مثل الأجر في رمضان وزيادة إن شاء الله . كما لا تردد في جواز بل أفضلية نقل زكواتكم إليهم ، وقد نص فقهاء المالكية والحنفية على أولوية نقل الزكاة إلى أهل البلد الأفقر والأحوج ، وحال أهل فلسطين اليوم حال ضرورة فقد اجتمع عليهم مع شدة الحاجة الحصار الظالم من الدول العظمي أي العظمي في الظلم . ولا حول ولا قوة إلا بالله
ونقول لأهل فلسطين إن ثباتكم نصرة لدين الله وسينصركم الله ويثبت أقدامكم ويخذل عدوكم ، هذا وعد الله ، قال تعالى :
" إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "
2006-05-27
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية