مساعدة اليتامى
20 فبراير، 20062,516 زيارة أحكام عامة في التعامل
السؤال :
هناك اشخاص أنعم الله عليهم بالمال وحين نطلب منهم مساعدات ليتامى فلسطين أو غيرها يبخلون ، فهل من كلمة أو ورقة يمكن أن نوصلها اليهم للعظة والاعتبار ؟
الجواب :
لقد حذر القرآن الكريم من الشح وحبس المال عن المستحقين بخلا وضنة ، فقال عز من قائل : ( ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة )
وقد ارتقى الاسلام بالانفاق وجعل له أولوية على كثير من الطاعات من صلاة أو صوم أو حج ، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال : وكالقائم الذي لا يفتر ، وكالصائم الذي لا يفطر ) متفق عليه . وانظر الى فقه عبد الله بن المبارك رضي الله عنه حين قدم الانفاق على حج التطوع في قصة انسانية وقعت لأسرة مسلمة ، فقد كان في طريقه للحج فاجتاز ببعض البلاد ، فمات طائر معهم ، فأمر بالقائه على مزبلة هناك ، وسار أصحابه أمامه ، وتخلف هو وراءهم ، فلما مر بالمزبلة اذا بنت قد خرجت من دار قريبة منها فأخذت ذلك الطائر الميت ، ثم لفته وأسرعت به الى الدار ، فجاء فسألها عن أمرها ، وأخذها الميتة ، فقالت : أنا وأخي هنا ليس لنا شيء الا هذا الازار ، وليس لنا قوت الا ما يلقى على هذه المزبلة ، وقد حلت لنا الميتة منذ أيام ، وكان أبونا له مال فظلم وأخذ ماله وقتل ، فأمر ابن المبارك برد الأحمال ، وقال لوكيله : كم معك من النفقة ؟ قال : ألف دينار ، فقال : عد منها عشرين دينارا تكفينا الى (مرو) وأعطها الباقي قهذا أفضل من حجنا في هذا العام ، ثم رجع . ـ البداية والنهاية 10/178 ـ
فواجبنا أن يتذكر كل منا كم في ديار المسلمين الفقيرة أمثال هذه البنت وأخيها ، كم من أيتام المسلمين والأرامل والفقراء من حلت لهم الميتة ، ثم انظر الى رصيدك المتنامي في البنك ، وتذكر رقابة الله عليك ، فأد حق المال بالانفاق لتنال الأجر على ما أنفقت ، وينمو مالك بالبركة ، ويجنب الله عنك المصائب .
فكونوا من المنفقين ليشملكم دعاء المَلَك بالخير ، قال صلى الله عليه وسلم ( ما من يوم يصبح العباد فيه الا ملكان ينزلان ، فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا ) .
2006-02-20
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية