السلم والحرب
19 فبراير، 20062,498 زيارة أحكام عامة في التعامل
السؤال :
حدث خلاف في مناقشة بيننا في موضوع أن الإسلام هل علاقته بالمجتمعات الاخرى السلم أو هي حرب
الجواب :
إن نصوص الشرع تشير بوضوح الى أن الأصل في العلاقات مع غير المسلمين هو السلم ، والاسلام يحترم حق الدول في الوجود ، والأمن ، والتقدم ، وحق كل دولة أن تعيش في أمان ، ولكن الاسلام يتدخل لحماية الدعوة وأهلها من المسلمين أو يفتنوا عن دينهم ، أو أن يعتدى على الدولة المسلمة فالحرب حينئذ ضرورة حماية للنفس والدين . ولقد كثرت النصوص القرآنية الداعية الى السلم فقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) البقرة 208 ، وقال تعالى : ( فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا اليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا ) النساء 90 ، وقال تعالى : ( ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة ) النساء 94 ، ولم يقاتل النبي صلى الله عليه وسلم كفار قريش حتى آذوه ، ومنعوا دعوتهم أن تصل الى الناس ، وأخرجوه عن أرضه حتى هاجر الى المدينة ، وتألبوا عليه حتى بعد هجرته ، فأمره الله بالقتال حماية للدعوة وتبليغها فقال تعالى : ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) الحج 39-40 ، فهذه النصوص صريحة في أن الأصل في العلاقة السلم حتى يعتدى على المسلمين ، أو يمنعوا من تبليغ دعوتهم ، ولذا كان المسلمون يخيرون من يحاربونهم أو يتوقعون منهم حربا بقبول العهد فيكون لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم ، أو أن يقبلوا الاسلام طواعية فيعيشوا في ظله آمنين ، أو القتال اذا لم يكن منه بد .
2006-02-19
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية