التشاؤم والطيرة
10 ديسمبر، 20052,462 زيارة السنة والبدعة
السؤال :
شخص اشترى قطعة أرض في منطقة سكنية فأبلغه بعض أصدقائه أن كل من اشتروا أرضا في هذه المنطقة منهم من افتقر بعد غنى ، ومنهم من دخل السجن ، ومنهم من مات ، فنصحوه أن يترك هذه الأرض أعتاب كما قالوا . فهل هذا القول صحيح ؟ وهل يأخذ بنصيحتهم ؟
الجواب :
لا يجوز لك أن تعتقد بصدق كلام من قال لك أن شراءك لهذه الأرض يكون سببا في مصيبة تحل بك ، فهذا من التشاؤم والتطير الذي نهينا عنه لقول النبي صلى الله عليه وسلم " الطير شرك ، وما منا إلا تطير ، ولكن الله يذهبه بالتوكل " (مسند أحمد 1/389) وقوله صلوات الله وسلامه عليه : " لا طيرة ولا هامة ولا صفر " (البخاري 10/171 ومسلم 4/1742) ، وقد يشتبه على العامة فيعتقدون الشؤم في البيوت ، وهذا وان كان محتملا ، إلا أنه ليس مقطوعا به ، وقد ورد في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم " إنما الشؤم في ثلاثة : الفرس والمرأة والدار " (البخاري 6/60 ومسلم 4/1747) وهذا الحديث للعلماء فيه تأويلات ، ولعل أوجه التأويلات هو أن هذه الأمور الثلاثة هي أكثر ما يتطير به الناس ، وبعض العلماء حمل اللفظ على ظاهره ، وعلى كل حال فان ربط شراء أرض في هذه المنطقة المذكورة بحدوث فقر بعد غنى أو دخول السجن أو الموت فهذا ما لا ينبغي اعتقاده بل يحرم . وهذا لا يمنع أن يشتري إنسان أرضا فيبنيها ، أو يسكنها ، ولكنه لا يرتاح من السكن لضيق نفسي فيها أو لجار السوء أو لأي سبب كان ، أما الأرض أو الدار بذاتها فإنها لا تميت ولا تفقر .
2005-12-10
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية