استخدام الدش
9 ديسمبر، 20052,555 زيارة الأجهزة الإعلامية
السؤال :
انتشر استخدام الستلايت ” الدش ” للمنازل بصورة ملفتة وهو يوفر استقبال قنوات فضائية من كل أنحاء العالم ومعظم ما يستقبله لا يتوافق مع عقيدتنا وديننا ، حيث تقوم قنوات خاصة ببث أفلام وبرامج تهدف إلى إفساد النشئ ومعظمها برامج موجهه إلى منطقتنا فما هو حكم الشرع في استخدام هذه الأجهزة .
الجواب :
" الدش " جهاز من عموم الأجهزة العلمية لا يتعلق الحكم الشرعي بذاته ، فقد يكون وسيلة شر وما كان كذلك فمسئوليته تقع على مالكه من جهة ما دام له اختيار في شرائه ومنعه وتقع على من يبث فيه أو من يديره وعلى من ييسر وصول نقل الشر هذه هي القواعد العامة في الموضوع .
أما حكم الواقع العملي كما ورد في السؤال فإن كان الأعم الأغلب هو عرض الفساد ، أو كان الفساد والإفساد مقصوداً وموجهاً فهذا محرم شرائه وعرضه ، ما لم يكن في قدرة مالكه أن يمنع رؤية الفساد لنفسه وغيره خاصة ممن يعولهم وهو مسئول عنهم بتحويل المحطة أو الاقتصار على نشرات الأخبار والبرامج العلمية والرياضية وما إلى ذلك مما لا يتعارض وديننا الحنيف فمثل ذلك لا نستطيع القول بحرمته بالنسبة لهذا الإنسان ، لكن لا ينبغي إغفال جانب هام في الموضوع ، وهو مسئولية الدولة فالدولة ينبغي أن تراقب هذه المحطات العالمية التي تدخل البيوت وتعرض مما تعرض ما يتنافى وديننا الحنيف ، ومما يتعارض مع السياسات والأهداف التربوية والاجتماعية التي تسير عليها الدولة فعليها أن ترصد المحطات التي قد تكون موجهه لمقاصد محددة لإفساد الشباب فواجبها أن تتدخل وتمنع كل ذلك ما دام في إمكانها ، كما تفعل كثير من الدول في منع وصول محطات تلفزيونات خصومها سياسياً أو فكرياً أو أعدائها أو حتى تمنع وسائلها السمعية والصحفية وما إليها . والمنع هنا يعتبر درء لفساد عام فتهدر في سبيلها المصالح الخاصة وإن كان فيها مصلحة شخصية يقينية فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح عامة كانت أو خاصة منت باب أولى .
وعلى جميع الأحوال فإن الدور الوقائي الإعلامي التربوي أمر هام فواجب رب الأسرة ألا ينتظر أو يستند على الدولة أن تحميه وأبناءه وأهله ، فوقاية أبنائه وأهله من هذا الجهاز وخطورته واجبة ما دام التحكم فيه يصعب عليه ، وعليه أن يوضح لهم إذا دخل هذا الجهاز أن يبين لهم خطورته والقنوات التي تكبر خطورتها سواء الأخلاقية أو التربوية أو السياسية أو غير ذلك وما دام الأمر فيه احتمال تمكنه وسماع قوله أو عدم تمكنه ولا سماع توجيهه فأحرى لدينه ألا يكون سبباً في فساد محتمل لأهله وأبنائه ويكفيه وقايتهم مما يتلقونه من المحطات المحلية والقريبة وفيها من السموم ما يقتل أمة بكاملها .
2005-12-09
شاهد أيضاً
الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية
بحث التحوط في المعاملات المالية
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية