أكد رئيس رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي والعميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية د.عجيل النشمي ان عقد دورات للنساء المتزوجات او الرجال المتزوجين عن العلاقات الجنسية والدخول في الخصوصيات بحجة انها ثقافة ضرورية للسعادة الزوجية انه عمل لا نجد في الشرع ما يجيزه البتة، بل نصوص الشرع وقواعده ومقاصده تأباه، وتدخله مباشرة في المنكر، لاجتماع النساء او الرجال لغير غرض مشروع، بل لسماع الفاحش من القول، وهذا ما يحرك الشهوات بالغريزة ويتخيل كل من الحضور زوجته او زوجها وقد يتخيل غير زوجته، وتتخيل هي غير زوجها، وفي هذا فتح لباب الفتن، وتطلع كل الى غير زوجه.
ولفت الى ان العلاقات الزوجية في الإسلام مبنية على الحياد والستر، والحياء شعبة من الإيمان، ومن جمال المرأة حياؤها، والثقافة الجنسية في الإسلام مقيدة بقدر الحاجة ولما له صلة بالعبادة وليست مطلقة، فهي مقيدة في مرحلة البلوغ بما يحتاج إليه البالغ وتحتاجه الفتاة عند البلوغ، والأحاديث النبوية الشريفة غنية بكل ما يحتاجه الزوجان بأسلوب رفيع ودلالات واضحة، ولا بأس من تعليم المقبلين على الزواج بقدر يكفي لليلة الزواج ويقدم هذه المعلومات الأم لابنتها والأب لابنه او يقدمها المقربون جدا من الأصدقاء الذين سبق لهم الزواج، ثم تسير الحياة الزوجية على الفطرة التي فطر الناس عليها ولا يحتاج الزوجان إلى المزيد الا في الحالات غير العادية وهذا إنما يكون في حالات مرضية تحتاج الى استشارة المختصين من الأطباء والطبيبات النفسانيين.
إشاعة الفاحشة
وأضاف: وكون هذا العمل يتم بدورات معلنة فهذا يدخله في باب إشاعة الفاحشة، ويأثم فاعل الفاحشة، وإن لم يكن ممن يقصد أو يحب إشاعة الفاحشة، فحسن النية لا يبرر عمل المنكر، ويخشى على من يفعل ذلك رجلا او امرأة ان يشمله الوعيد في قوله تعالى: (إن الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) وهذه العقوبة تجعل هذا العمل من الكبائر والعياذ بالله.
يأباه الشرع
وأكد د.النشمي ان من يحضر هذه الدورات فإثمه إثم من رضي بسماع الفحش، وهذا المنكر لا ينفيه ان لو كانت الدورات للنساء فقط او للرجال فقط، كما ان مقاصد الشرع تأباه فإنه لا يحقق مقصدا شرعيا، فقد يقول القائمون على هذه الدورات ان هذا من الثقافة التي تحتاجها النساء والرجال المقدمون على الزواج لئلا تحدث مشكلات بسبب الجهل بهذه العلاقات ولما فيها من استقرار الحياة الزوجية، وهذه من المصالح التي يريدها الشرع، فنقول: إن هذه من المصالح التي يعبر عنها الفقهاء بالمصالح الموهومة ودليل ذلك ان الحاجة لم تدع لها حتى يكون تحقيقها مصلحة، فإن المسلمين بل وغير المسلمين لم يحتاجوا اليها، ولم نقرأ في التاريخ الطويل ان فوات هذا الأمر يسبب مشكلات نفسية أو اجتماعية، فهذا دليل انها مصالح موهومة، بل ان هذه الدورات تجلب مفاسد، وباب المفسدة يجب سده بل لو كانت هناك مصالح ومفاسد فإن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة.
المجتمعات الغربية
وزاد، ولا شك ان هذه المواضيع من افرازات المجتمعات الغربية الحديثة التي أطلقت للحرية العنان وأصبحت مجتمعات تلهث وراء الغرائز وما يثيرها ويلهبها، فهي من الغرائب على مجتمع المسلمين، فندعو الله ان يبصر القائمين على هذه الدورات الى خطورة استيراد هذه الغرائب وبثها في مجتمع المسلمين المحافظ ونصح د.النشمي القائمون على هذه الدورات لإيقافها، وقال: لعلهم انما يفعلون ذلك بحسن نية فيمتنعون خوفا من ان يشملهم منطوق الآية السابق ذكرها، ويخلصون أنفسهم بالتوبة من الإثم، كما يجب تحذير من يحضر هذه الدورات لئلا يلحقه الإثم بالمساعدة على المنكر وتشجيعه واشاعته، كما يجب على الجهات المسؤولة ألا تعطي الإذن لإقامة هذه الدورات.
البديل
وعن البديل لتلك الدورات يؤكد د.النشمي ان يكون بتحويل هدف هذه الدورات لتحقيق مصالح حقيقية يحتاجها الرجال والنساء عامة، أو المقدمون على الزواج خاصة، فيكون هدف هذه الدورات هدفا شرعيا وتربويا واجتماعيا بمعنى ان تعالج المشكلات الزوجية وتبين خاصة لحديثي الزواج من النساء حقوق الزوج وحقوق الزوجة، والتزامات كل منهما، كما ورد في الكتاب والسنة، وهذا النوع من الدورات هو الذي نحتاجه فعلا علاجا واقعيا أو وقائيا لمشكلة الطلاق التي اتسعت بشكل مخيف، ومن أهم أسبابها الجهل بالحقوق والواجبات الشرعية وعدم معرفة أساليب معالجة المشكلات بين الزوجين، أما التطرق للقضايا الخاصة بين الزوجين فلا يتم التطرق لها إلا عند الحاجة التي يقدرها من يقوم، أو تقوم بهذه الدورات وتكون بالنسبة لحالات فردية خاصة، وبشكل فردي لا جماعي، والله أعلم.