أحدث ما توصلت إليه الأفكار «التجارية» العربية في عالم الموضة والأزياء هو مصارعة الأفكار «الغربية» والسعي للتفوق عليها من خلال تخصيص بيوت للأزياء العالمية تستعرض بها عارضات «كاسيات عاريات مائلات مميلات» أمام الجمهور آخر ما توصلت إليه الموضة من ملابس وإكسسوارات وقطع «مشخلعة» ملونة ومزركشة ويتم ذلك في قاعات مرخصة من الجهات الرسمية وبحضور جماهيري غفير دون حياء.
وحتى لا يعتقد البعض أن هذا العمل «حلال» شرعا ولا غبار عليه مادام يتم تحت غطاء «موافقة» الجهات المسؤولة يجب أن نفصل بين ما يقوله «الشرع» وما يقوله «المسؤولون» حيال هذا الوضع الذي أصبح يصل إلينا عبر الوسائل الإعلامية المختلفة يوميا تحت مسمى «ثقافتنا العصرية ومجتمعنا المتطور». يقول الداعية د.عجيل النشمي حول هذه العروض:
«اتفق الفقهاء على أن جسم المرأة كله عورة فيما عدا الوجه والكفين ـ على خلاف بينهم ـ ونهى الله عز وجل عن أن تظهر المرأة شيئا من عورتها إلا لمن نص الشارع على جواز كشفه لهم ولكل حدوده في ذلك.
قال تعالى (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن ـ النور: 31).
ويضيف فضيلة الشيخ قائلا حول الظهور الفاضح لعارضات الأزياء انه من التبرج المحرم «فقد جمع كل معاني التبرج، فالمرأة تخرج أمام الأجانب عنها من الرجال أو تسمح لنفسها بأن تعرض عبر الأجهزة المرئية وهي بكامل زينتها، مظهرة فتنتها متثنية ومتكسرة في مشيتها لابسة ما يجزئ جسمها أو يشف عورتها، مثيرة بذلك كله الغرائز، جالبة لها الأنظار، وهذا ما كان من فعل بعض الجاهليات قبل الإسلام، فكن يخرجن بكامل زينتهن ويتبخترن في مشيتهن. وقد نهى الله عن ذلك فقال: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ـ الأحزاب: 33)، وقال تعالى (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ـ النور: 31)، وهذه الأدلة وغيرها الكثير تدل على حرمة هذا الفعل نصا وقطعا وإجماعا».
فما نقوله الآن بعد هذه الفتوى لأصحاب وتجار بوتيكات الأزياء ودكاكين «الفساد»: اتقوا الله في أنفسكم وتفكروا قول رب العزة في محكم تنزيله (واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون ـ البقرة: 84) فلا حول ولا قوة إلا بالله.
على الطاير
مطلوب اليوم وليس غدا من وزارة التربية تشكيل لجنة «تربوية» لمعرفة الأرقام الحقيقية والإحصائية لظاهرة الشذوذ الجنسي وعبدة الشياطين والبويات في المدارس ومن ثم إعداد خطة محكمة لكيفية علاجها والقضاء عليها بعد أن أصبحت ظاهرة مستشرية، وما لم تتحرك الوزارة وقبلها الحكومة للسيطرة عليها، لا سيما أنها بدأت تبرز وتصبح ملحوظة في الوزارات والقطاعات المختلفة، فان الأوضاع ستزداد انقلابا ومجتمعاتنا ستزداد تفككا وفلتانا، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله.. نلقاكم.