-
- النشمي: لا بأس من الصلاة فيه كونه تم بناؤه وترميمه في نفس مكان المسجد الذي حُرق
- الشطي: الأموال التي يبنى بها المسجد تسديد لفـاتورة على من قام بإتلافه وليست هبة
- المسباح: الأصل في المساجد أن من يقوم ببنائها المسلمون من أطيب أموالهم
- زكي: إعادة البناء أو الترميم على سبيل التعويض عن الضرر وبالتالي لا تؤثر على بقاء المسجد مسجداً
- السلطان: النبي صلى الله عليه وسلم بنى الكعبة قبل الإسلام بأموال المشركين فتجوز الصلاة فيه
- العنزي: لا يجوز أن يرمم أو يبنى بأموال خبيثة ولكن بعد ترميمه بأموال المسلمين يصلى فيه
بعد ان قام مستوطنون اسرائيليون باضرام النار في احد مساجد قرية قصرة في مدينة نابلس بالضفة الغربية وتعهدت الحكومة الاسرائيلية بدفع 100 الف دولار لترميم المسجد، فما رأي الشرع في الصلاة في مسجد بناه اليهود او قاموا بترميمه؟
«الأنباء» استطلعت رأي علماء الشريعة، فماذا قالوا؟
يجوز بعد الترميم
في البداية، يوضح لنا رئيس رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي والعميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الاسلامية د.عجيل النشمي الحكم الشرعي فيقول: نعم تجوز الصلاة في المسجد بعد ترميمه لو هدم وبني من جديد مادام في الاصل مسجدا وهم الذين تسببوا في اتلافه وهم المعتدون في الهدم، فلا بأس من الصلاة فيه كونه تم بناؤه وترميمه في نفس مكان المسجد الذي احرقوه.
واضاف: وبالنسبة للحالة التي نحن فيها الآن، المسجد يعتبر وقفا والارض ارض وقف بناها المسلمون مسجدا، واعتدى عليه اليهود، فيجب عليهم ان يعيدوا بناءه او ترميمه، فلو انهم بنوا المسجد وأعادوه كما كان من قبل فتجوز الصلاة فيه.
ليست هبة
ويضيف د.بسام الشطي موضحا حكم الصلاة في المسجد بعد ترميمه فيقول: يجوز ان يبنى المسجد بأموال اليهود تعويضا وعقوبة لهم، وهذه الاموال التي يبنى بها المسجد ليست هبة او عطية بل لتسديد فاتورة عليهم وتحسين صورتهم امام المجتمع الدولي.
تجوز الصلاة فيه
ويشير رئيس لجنة الفتوى بجمعية احياء التراث الاسلامي د.ناظم المسباح الى ان الاصل في المساجد أن يقوم ببنائها المسلمون من اطيب اموالهم، اما ما ورد في السؤال هل تجوز الصلاة في مسجد قام بترميمه واعادة بنائه اليهود، فأقول: يجوز بناء هذا المسجد بأموال اليهود والصلاة فيه، وهذا قول جمهور اهل العلم الذين يرون صحة وقف الكافر للمسجد، وفيه ايضا قول لابن مفلح الحنبلي قال فيه: تجوز عمارة كل مسجد وكسوته واشعاله بمال كل كافر وان يبنيه كذلك بيده.
وزاد: اضافة الى ان اليهود هم الذين احرقوا المسجد فعليهم اعادة ترميمه وارجاعه كما كان.
تعويض
وبيّن د.عيسى زكي ان ما يدفعه اليهود من اموال لإعادة بناء المسجد وترميمه يؤخذ منهم على سبيل التعويض عن الضرر الذي تسببوا فيه وبالتالي لا يؤثر على بقاء المسجد مسجدا، كما ان اليهود ليس هم الذين بدأوا بناء المسجد بل المسلمون.
ويرى د.زكي ان هذا المال أخذ منهم لبناء وترميم المسجد على وجه حق وهذا ليس كسبا للمسلمين بل هو تعويض عما قاموا به من إحراق للمسجد وإتلافه.
العوض
ويرى د.خالد السلطان ان أصل المسجد للمسلمين وبناؤه كان من مال المسلمين وبما ان اليهود قد تسببوا في اضراره فالشرع يحكم بدفع العوض وعليه يجوز البناء به.
وأما الأمر الثاني كما يقول د.السلطان فان الرسول صلى الله عليه وسلم شارك في بناء الكعبة قبل الإسلام وكان المال من المشركين الذين كفروا بالدين وحاربوا الإسلام وحاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما لم يأمر الله رسوله بهدم الكعبة وبنائها من جديد ولكنه أمر بهدم كل ما له علاقة بالوثنية والشرك.
وعليه أرى انه يجوز لأهل الخليل الصلاة في المسجد المسؤول عنه والله أعلم.
لا يجوز ترميمه بأموال اليهود
ويقول الباحث الاسلامي والمحامي د.سعد العنزي الأصل ان هذا المسجد لم يبن على نفقة اليهود ولكن بني على نفقة المسلمين وهو بحد ذاته وقف للمسلمين والاعتداء عليه جريمة اخلاقية واجتماعية ودينية وانسانية فلا يرضى اي انسان مهما كانت ديانته او خلفيته الدينية ان يتم الاعتداء على دور العبادة بهذه الطريقة الوحشية على المسلمين وينم هذا التصرف الهمجي على الحقد الدفين من اليهود على المسلمين وعلى دينهم ومقدساتهم، كما ان الاسلام يمنع حرق الكنائس والمعابد المسيحية واليهودية، بل أبقى على كثير منها على حالها ولكن الحقد والضغينة والكراهية من اليهود ومن وافقهم في منهجهم جعلهم يعتدون على مقدسات المسلمين قديما وحديثا ولايزالون على عهدهم الشيطاني في الاعتداء على المسلمين كما ثبت قديما في حرقهم للمسجد الأقصى المبارك ولايزالون على هذا المنهج في العدوان.
فالأولى بالمسلمين ان يقوموا باصلاح ما أحرق بعمل ترميمات وبناء المسجد من جديد كذلك ان تقوم السلطة الفلسطينية ببناء هذا المسجد، فإن لم يستطيعوا لقلة المال ان يستعينوا بدول الجوار من المسلمين لبناء هذا المسجد، اما اليهود فلا يجوز شرعا ان يبنوا المساجد ودور العبادة بأموال معطلة شرعا وأموال أحفاد القردة والخنازير فإن الله طيب لا يقبل الا طيبا وبناء المساجد ودور العبادة لا يكون الا بالأموال الجائزة والمباحة شرعا سواء أكان من وقف المسلمين او من المسلمين كتبرع او من اعمال الخير، فبناء المسجد هذا ليس مشكلة في حد ذاته وانما الاشكالية الكبرى هي كيف نحد من اعتداء الصهاينة على بيوت الله مستقبلا، فكل مسلم على وجه الأرض مستعد للمساهمة في بناء هذا المسجد وترميمه ولا توجد اشكالية مادية لدى المسلمين حتى يستعينوا بأموال أحفاد القردة والخنازير اما المشكلة الحقيقية فهي ضعف المسلمين في مواجهة اعتداءات اليهود والنصارى الذين يعتدون على المقدسات.
دعاية لليهود
وأكد د.العنزي انه لا يجوز ان يرمم او يبني بأموال اليهود لأنها أموال خبيثة جاءت من اعداء المسلمين لنصرة اليهود من الولايات المتحدة والدول الأوروبية وهذه الأموال ما وجدت الا للقضاء على المسلمين، ثانيا ان ترميم اليهود لهذا المسجد فيه دعاية لليهود على انهم يحترمون المقدسات الاسلامية وهذا غير صحيح بدليل حرقهم للمسجد الأقصى في الستينيات ولكن يجوز الصلاة فيه ولكن لا يجوز ترميمه وبناؤه من أموال اليهود ويأثم من يأخذ هذه الأموال لترميم المسجد.
شاهد أيضاً
تحويل البنوك التقليدية لبنوك اسلامية ( المبادئ والضوابط والإجراءات )
تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية