كلمة رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر
أ.د. عجيـل جاسم النشـمي
*******
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونصلي ونسلم على المبعوث سلاماً وأمناً وهداية للعالمين وعزاً للمسلمين، سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم وب
فالحمد لله الذي قدَّم أهل العلم على من سواهم، وأعلا شأنهم وسما بمقامهم في الدنيا ووعدهم مكانة سامية في الآخرة. فقال عز من قائل: ” يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتو العلم درجات والله بما تعملون خبير ” ( المجادلة 11 ).
وأعلى الله قدر الحاكم العادل أيضاً حتى ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في أول السبعة الذين يُظِلهم الله في ظِله يوم لا ظِل إلا ظِله. وقال صلى الله عليه وسلم: ” إن المقسطين على منابر من نور: الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولو ” رواه مسلم، ولا يقوم العدل إلا بتطبيق شرع الله عز وجل. وأخص ما في هذا التطبيق مما هو ألصق بالمؤسسات المالية الإسلامية محاربة الربا فإن الله قد أعلن الحرب عليه وعلى أهله.
أيها الحضور الكرام وفيكم الساسة وأرباب المال ورواد المؤسسات المالية الإسلامية: لقد بني الإسلام بنصوص الكتاب والسنة حركة المال في البيع الحلال والمشاركات واعتبر الربا آفة اقتصادية مدمرة مالياً واجتماعياً وأخلاقياً. فأعلن الحرب على الربا وأهله. حرباً ملفتة للنظر، لم يعهد في القرآن مثلها في غير الربا من الكبائر. فيقول الله تعالى: ” الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون. يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم “. ثم قال: ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين. فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله، وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ” الآيات 275، 276، 277، 178، 279 من سورة البقرة.
فالآيات جاءت لتقرر حقيقة ربانية أقام الله عليها علاقة الناس بالمال ليقوم الناس على أمره بالعدل. فالآيات ترد على المشركين المغالطين الذين قالوا: ” إنما البيع مثل الربا – كما يردد البعض ذلك اليوم جهلاً – فرد الله عليهم مقولتهم وأبطلها إلى يوم الدين أياً كان قائلوها، فقال عز من قائل: “وأحل الله البيع وحرم الربا“.
قال أبو محمد عبد الحق بن عطية الأندلسي: هذا على عموم القرآن – أي حل البيع مطلقاً – قال القرطبي فالألف واللام في ” البيع ” للجنس لا للعهد إذ لم يتقدم بيع مذكور يرجع إليه. والآية تشير أيضاً إلى حرمة الربا. المعهود عند اليهود ومشركي العرب، وكذا ما الحقه النبي صلى الله عليه وسلم من أنواع البيوع التي يدخلها الربا وما في معناه من البيوع المنهي عنها، فيدخل في الحرمة كل أنواعه إلى يوم الدين قليلة وكثيرة، ربا الأفراد أو ربا الحكومات، وكل تحايل على الربا، وشبهة الربا ربا. وقد قطع الله في هذه الآية بوجود الفارق بين البيع والربا. فإن الآية نص سيق لبيان أن هناك فارقاً قطعاً وبيان هذا الفارق هو مقصود النص أصالة لا تبعاً. كما يقول الأصوليون فالاقتصاد الإسلامي مبني على البيع أي المعاوضات بأنواعها والمشاركات، بخلاف الربا فإن مبناه على غير أساس من الفهم الصحيح لمفهوم أو فلسفة الاقتصاد ومن قديم قال فقهاؤنا: إن الربا بيع النقود التي هي أثمان السلع بالنقود فإذا اتخذ الناس النقود سلعاً تباع وتشترى دخل عليهم الفساد. أي في كل شئ لأنه قلب لموازين الأشياء. كما أن الآية الكريمة ذاتها دالة ظاهراً على حل البيع وحرمة الربا، فإن الآية لم تسق لهذا المعنى أصالة وإنما تبعاً. فأفادت الآية معنيين ومقصدين: الفرق البَيِّن بين البيع والربا، وأن البيع مباح مطلقاً، والربا محرم مطلقاً.
أيها الحضور الكرام: لقد شنعت الآيات وهولت من الربا وآفاته في آيات محكمات معجزات هاكم بعضا من دلالاتها الكاشفة عن خطورة الربا والمرابين.
أولاً – أن الذين يأكلون الربا مثلهم مثل الذي أصيب بالمس والجنون: قال تعالى: ” إن الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ” قال المفسرون: إن الآية تحتمل أن يكون القيام المشبه بقيام المجنون في الدنيا ويحتمل أن يكون هذا القيام في الآخرة. وفي الآية إشارة إلى تخبط المرابين في قراراتهم، ولعل هذا التخبط هو الذي نشهده من إضطرابات أو انهيارات وانتكاسات اقتصادية في الأسواق المحلية والعالمية.
ثانياً – أن من عاد إلى الربا بعد أن علم تحريمه فقال معتقداً: إن البيع مثل الربا فيخشى أن يكون من المخلدين في النار: قال تعالى: ” ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ” قال المفسرون: أي من عاد إلى القول بأن البيع مثل الربا فإنه يكفر فيستحق الخلود في النار، وأما من عاد إلى الربا عاصياً غير منكر لحرمته، فيكون معنى الخلود للمبالغة كما تقول العرب: مُلكٌ خالد، أي طويل البقاء. قال الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله: ” والمصير إلى هذا التأويل – أي بمعنى المبالغة – واجب للأحاديث المتواترة القاضية بخروج الموحِّدين من النار ( أصول البيان 1/458 ).
ثالثاً – أن الله لا يحب المرابي لأنه كفار أثيم. قال الشيخ محمد الأمين: ” فيه تشديد وتغليظ عظيم على من أربى حيث حكم عليه بالكفر، ووصفه بأثيم للمبالغة ” ( أصول البيان 1/459 ) فالله لا يحب هذا الصنف من البشر، فهم مطرودون من رحمته، سواء من قال من الكفار ” إنما البيع مثل الربا” أو من صدرت منه خصلة توجب الكفر وعلى هذا فالله لا يحب آكل الربا أو المتعامل معه كافراً كان أو مسلماً عاصياً. فهم في الحرب سواء.
رابعاً – أن المرابي ليس مؤمناً حقاً: وهذا من عظيم شأن الربا وخطورته عقيدة وشريعة، وهو قوله تعالى: ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ” واختلف المفسرون في اشتراط وصف الإيمان، هل المقصود شرط محض قصد به من نزلت الآيات بشأنهم أول دخولهم الإسلام، أو هو شرط مجازي على جهة المبالغة، كما تقول لمن تريد إقامة الحجة عليه وتحديه: إن كنت رجلاً فافعل كذا، فالمعنى: إن كُنتم مؤمنين فذروا الربا. قال الشيخ حسن صديق خان: الظاهر أن المعنى: إن كنتم مؤمنين على الحقيقة فإن ذلك يستلزم امتثال أوامر الله ونواهيه. ( فتح البيان 1/460 ).
خامساً – أن المرابين محاربون لله عز في علاه ورسوله صلى الله عليه وسلم: وهذه خاتمة الصفات وأشنعها وأخطرها، بل لم يرد في القرآن الكريم آية أشد منها ودلالاتها تشير إلى خطورة الربا ذاته على الأفراد والمجتمع والأمم والعالم. وذتم قوله تعالى: ” بعد قوله: ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ” ” فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ” قال العلامة المفسر ابن عطية: ” هذا وعيد إن لم يذروا الربا، والحرب داعية القتل ” وقد رتب بعض الصحابة والعلماء على هذه الآية أموراً عظيمة جسيمة من دلالات اللفظ ولوازمه. من مثل قول ابن عباس رضي الله عنه: من كان مقيماً على الربا لا ينزع عنه فحق على إمام المسلمين أن يستتيبه، فإن نزع وإلا ضرب عنقه. وقال قتادة رضي الله عنه أوعد الله أهل الربا بالقتل فجعلهم بَهْرَجاً أينما ثقفوا. وقال ابن خُوَيْز مَنْدار: ولو أن أهل بلد اصطلحوا على الربا استحلالاً كانوا مرتدين، والحكم فيهم كالحكم في اهل الردة. وإن لم يكن ذلك منهم استحلالاً جاز للإمام محاربتهم؛ ألا ترى أن الله تعالى قد أذن في ذلك فقال: ” فَأْذنوا بحرب من الله ورسوله ” قال القرطبي: وقيل: إن المعنى إن لم تنتهوا فأنتم حرب لله ورسوله أي أعداء. ( تفسير القرطبي 3/235) وَ من فقه مالك في هذه الآية ما يلي: ذكر ابن بكير قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس رحمه الله فقال: يا أبا عبد الله، إني رأيت رجلاً سكراناً يتعاقر. يريد أن يأخذ القمر؛ فقلت: امرأتي طالق إن كان يدخل جوف ابن آدم أشر من الخمر. فقال: ارجع حتى أنظر مسألتك. فأتاه من الغد فقال له: ارجع حتى أنظر في مسألتك، فأتاه من الغد فقال له امرأتك طالق؛ إني تصفحت كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فلم أر شيئاً أشـر من الربا؛ لأن الله أذن فيه بالحرب. أ.هـ. ولذا أجمع الفقهاء على أن الربا من الكبائر للآيات المذكورة ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فيها أربعة. قال جابر رضي الله عنه: ” لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ” رواه مسلم. ويلحظ أ، الآية الكريم لم تحدد نوع الحرب، فجاء لفظ ” الحرب ” منكراً زيادة في التشنيع والتهويل فيشمل الحرب الاقتصادية أو الاجتماعية أو غير ذلك. وقد زاد من تعظيم شأن هذه الحرب نسبتها إلى اسم الله الأعظم ورسوله صلى الله عليه وسلم واعتبار الربا من باب الظلم والظلم ظلمات في الدنيا والآخرة.
أيها الحضور الكرام وأصحاب ورواد المؤسسات المالية الإسلامية على الخصوص: إن هذا التطواف السريع في آفاق آيات الربا، وهي من آخر ما نزل من القرآن الكريم إنما كان القصد منها لفت أنظار المؤسسات المالية بخاصة لخطورة الربا، والحذر الشرعي من التهاون فيه أو الاقتراب من شبهاته في غمرة التعاملات وبخاصة المعاملات المركبة من عدة صيغ، وهي من الصيغ المطروحة في هذا المؤتمر أو الاستهانة والتساهل في التعامل مع البنوك الربوية في الاقتراض المتبادل، أو التمويل المشترك أو أخذ السيولة منها لتشغيلها مضاربة، فهذا وإن لم يكن محظوراً مادام العمل مشروعاً إلا أنه – في تقديري – ذريعة ينبغي سدها فإن المؤسسة المالية الإسلامية إنما وجدت شرعاً لتكون بديلاً عن الربا لا حليفاً ولا سنداً ولا متعاونة مع صروح الربا. فإن التعامل فيه نوع تزكية وإقرار.
نعم لو كان التعامل والمسايرة توسلاً إلى أخذ الخبرات ثم المنافسة وفق خطة واضحة ونية متجهة فإن ذلك قد يقبل. نقول ذلك بالنظر إلى وعيد الله تعالى في الآيات المسموعة ووعيد رسوله صلى الله عليه وسلم في الأخبار المتواترة، فإن آيات الربا مرعبة غاية الرعب، فمن اقترب من الربا أو أصحابه فإنه على شفا جرف يخشى منه على دينه ونفسه. ننبه إلى هذا لما نلمسه من استمراء واعتياد كثير من المؤسسات المالية الإسلامية هذا التعامل، بل السعي إليه وتقديم صياغات لمعاملات إسلامية قلقة قد يكون في بعضها لوي العنق لتوافق غايات هذه البنوك وحيازة رضاهم. حتى قال بعض أصحاب هذه البنوك: المهم النتيجة التي نريدها وهي ضمان الربح وسموه ما تشاءون وصيغوه كيفما تريدون. من أجل هذا ونحوه سقنا الآيات تحذيراً وتذكيراً.
إن التدقيق في خطورة الربا وآثاره تكشف لنا سر اهتمام القرآن الكريم والسنة المطهرة بالتنويه بأمر الربا وخطورته، وتحريم أية علاقة معه مباشرة وغير مباشرة.
إن الآيات واضحات في لفت النظر إلى مآلات الربا وحربه. إنها على التحقيق حرب للظلم الاجتماعي، وحرب لسوء توزيع الثروة بين فقراء معدومين وأغنياء متخمين، حرب على المستكبرين في الأرض المبذرين المسرفين، ثم هي حرب سياسية بدرجة كبيرة، موضحة أن حرب الإسلام للربا كانت ابتداء حرباً ضد اليهود سدنة الربا قديماً وهم حينئذ ضعاف مستضعفون، واليوم هي حرب على اليهود أصحاب المال والسلطان وحبل من الناس وهم بعد في قوة مستكبرون. إنها حرب مواجهة مباشرة مع يهود. وإذا كانوا قد أعلنوا الحرب المضادة على الزكاة والصدقات حين وصل المال إلى أيدي مستحقيه من الفقراء والمساكين ونحوهم، فأطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف، وعلت منابر الهدى من مدارس ومعاهد وجامعات ومراكز دعوة عزت تنافس الصليبيين حتى في ديارهم أعلنوها حرباً – بأمرت يهود – على الجمعيات الخيرية والمراكز الدعوية تشكيكاً في أمانتها، ووصماً لها بالإرهاب أو دعم الإرهاب وحملوا أمريكا وأعوانها والأمم المتحدة على سن القوانين المجرِّمة لعمل هذه المراكز والجمعيات، وسيروا لجان التفتيش تجوب ديار المسلمين تراقب حركة الزكاة. وفق أسف أنهم وجدوا من يفتح لهم الأبواب، بل ويستبق مجيأهم بإغلاق اللجان والجمعيات الخيرية وقطع معونات الأيتام والأرامل.
وإن هذه الحرب سيعقبها حربهم لمؤسساتنا المالية الإسلامية بلا ريب بأساليب مباشرة، وبأساليب ماكرة فالكيد من أخلاقهم على مر التاريخ. فإن المؤسسات المالية الإسلامية إنما تحارب الربا على الحقيقة وحرب الربا حرب على اليهود فهو معولهم الذي يهدمون به الدول والأمم، ويحرمنه على أنفسهم وفيما بينهم لأنهم يعرفون خطورته وبلاءاته.
أيها الحضور الكريم، أيها الإخوة رواد مجالس إدارات المؤسسات المالية الإسلامية: آن الأوان لأن ندرك أن حرب الربا التي يريدها الله تبارك وتعالى هي حرب اقتصادية واجتماعية وسياسية. وأن البند الأساسي في جدول أعمال مجالس الإدارات إنما يدور في هذه الأطر. فينبغي أن يتضمن إلى جانب الاستثمار قضايا المسلمين المنكوبين في شتى بقاع المسلمين. يجب أن ندرس أنواعاً من الاستثمار لتعمير وإحياء أهل هذه الديار، كما ينبغي أن نوصل إليهم زكاة أموال الشركات أو حتى جزء منها وهي حقهم الشرعي وهي أموال لو جمعت فإنها تبني دولة. ينبغي أن يكون على جدول الأعمال النظر في حال المسلمين ومتابعة التطورات السياسية على الساحة لتحقيق غاية واحدة كيف نوصل إليهم العون، ولننظر إلى حال إخواننا وأهلنا في فلسطين خصوصاً كيف يسومهم يهود وأعوانهم من الدول الكبرى سوء العذاب، ليتهم فعلوا فعل فرعون فاستحيوا النساء، إنهم يقتلون كل حي النساء والولدان والشيوخ والشباب بالعشرات وبمجاهرة عجيبة تنقل المجازر عبر الفضائيات يومياً، بحقد يهود خيبر الدفين وطائرات الأباتشي الحربية الأمريكية وبمباركة أوربية وأعجب منه تخاذل العرب والمسلمين لدرجة ليس لها سابق مثيل في تاريخ امتنا. حتى غدا اليهود أحقر خلق الله وأرذلهم، وأشر من خلق يذلون المسلمين ذلاً تاريخياً، ما عز اليهود في التاريخ بمثله ولا ذل المسلمون بمثله أيضاً، وليس له تعليل إلا أنه ذل العلو الكبير ” ولتعلن علواً كبير ” الذي حذرنا الله منه إن نحن أعرضنا عن ذكره وذكر كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو عيش الضنك المتوعد به نعيشه حقيقة وواقعاً ولا حول ولا قوة إلا بالله. ” ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً “.
أيها الحضور الكرام ورواد المؤسسات المالية الإسلامية:
إن المؤسسات المالية الإسلامية اليوم وغداً قادرة على أن تفعل شيئاً في سبيل وقف سيل الدماء بقليل من السيولة الضخمة التي تديرها، نريد من المؤسسات أن تقوم بجزء من الدور الذي عجزت أو قصرت فيه الدول والحكومات الإسلامية ونرى أن هذا واجب شرعي كما يجب في مال الغني الفرد يجب في ماله وهو ضمن مجموعة إن بالاستثمار مع مردود ولو قليلاً، أو بالزكاة وهي الفريضة الواجبة. ولا يصعب التفكير في اقتراح إنشاء صندوق تتوارد عليه زكوات الشركات والمؤسسين المودعين يديره مجلس إدارة يمثل مئات الشركات الإسلامية.
أحسب أن لو فكرنا في مثل ذلك أو غيره ستكون حربنا للربا حرباً حقيقية كما أرادها ربنا تبارك وتعالى، حرباً اجتماعية مالية اقتصادية سياسية، بل وأخلاقية. بمنطوق الآيات ومفاهيمها كما سبق البيان. إن استخدام المؤسسات المالية سلاح المال بالأدوات المالية الإسلامية لهو نوع جهاد بل جهاد في سبيل نصرة الإسلام وعز المسلمين. إن المؤسسات المالية الإسلامية قد ثبت نجاحها والحمد لله وهذا نصر للمسلمين في وقت عز فيه انتصار للمسلمين يذكر.
وفي الختام لا يسعني إلا الترحيب بضيوفنا العلماء وبالحضور الكرام الذين اقتطعوا من وقتهم الثمين هذه الساعة، كما أشكر الباحثين بخاصة لما بذلوا من جهد وسهر ومعاناة البحث ساعات طوال جعلها الله في موازينهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،