بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ وليد الجاسم رئيس تحرير جريدة الوطب المكرم . بناء على طلب الأستاذ فؤاد الهاشم الرد على استفساره ، أرجو التكرم بنشر المقالة
الأستاذ فؤاد الها شم المحترم استفسرتم في مقالتكم ” علامة تعجب ” المنشورة في الوطن 2/3 /2009عن اختلاف رؤيتكم في فهم حديث المهاجر بن قنفذ أنه: أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر أو قال على طهارة ” وقلتم إن رؤيتكم ” أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستتر في بوله ” مصداقا لحديث ” مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين ، فقال : إنهما ليعذبان ، وما يعذبان من كبير . ثم قال : بلى ، أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله . قال : ثم أخذ عودا رطبا ، فكسره باثنتين ، ثم غرز كل واحد منهما على قبره ، ثم قال : لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ” . واستفسرتم ” كيف يستوى هذا الحديث مع الحديث الأول ” أفيدكم بأن رؤيتكم :” أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستتر في بوله ” صحيحة ولا تختلف عن رؤيتنا ، بل إن العلماء يجمعون على تستر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد اتفقت كلمة المحدثين والشراح على أن قول النبي صلى الله عليه وسلم : عن سبب عذاب أحد المقبورين أنه ” لايستتر في بوله ” لسببين : لكشف عورته ولعدم إحترازه من البول يصيب ثيابه والبول نجس . كما اتفقوا على أن الحديث الأول لايعني أن الصحابي رأى النبي صلى الله عليه وسلم مكشوف العورة – حاشاه -، وإنما هو في مكان مستتر لكن علم الصحابي مكانه حين رآه ومر به ، فلا تعني الرؤية رؤية العورة. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشدد على أصحابه بالستر في هذه الأحوال ومنه قول أبى موسى إني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأراد أن يبول فأتى دمثا في أصل جدار فبال ثم قال صلى الله عليه وسلم إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله موضعا . ومنه حديث مسلم سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديا أفيح . فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته . فاتبعته بإداوة من ماء . فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير شيئا يستتر به . فإذا شجرتان بشاطئ الوادي . فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما …” بل ماكان من عادة العرب التساهل في كشف العورات . فلا اختلاف في الرؤية ولا تعارض بين الحديثين البتة .
لكم التقدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .