بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين
لقد ربط الله تعالى في كتابه الحكيم بين المسجد الحرام والمسجد الأقصىى ربطا موثقا عقائديا وتاريخيا إلى قيام الساعة فقال عزمن قائل ” سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ” . ونحن المسلمون معنيون بمسئولية استمرار هذا الربط والاتصال بين المسجدين .
واليهود الصهاينة اليوم بقيادة الأحزاب الدينية المتطرفة وبقيادة كبي هم رأس المتطرفين ، – يكملون مخططهم لهدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة ، وإقامة الهيكل المزعوم ، وقد بدأوا محاولة التنفيذ فعلا بقرار خطير اتخذوه في كنيسهم . وهو تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود ، زمانيا ومكانيا ، وهو أخطر وأجرأ قرار اتخذ ، وما أجرأهم على ذلك إلا واقع أمة العرب والإسلام ، إذ هم في واقع مؤلم من الضعف والتمزق والشتات ، فقد ذهبت ريحهم إلا من أمل بالله عظيم أن تعود الوحدة والقوة . وهذا وضع مثالي للصهاينة أن لم يستغلوه بدناءة ومكر وقوة فمن يستغله ومتى .
أيها المسلمون إن وضع المسجد وقبة الصخرة اليوم خطير بحيث لا تكفيه الاحتجاجات المعتادة خفيفة أو شديدة اللهجة ، كما لا تجدي المواقف الدبلوماسية والسياسية الهينة اللينة .
إن قلوب المسلمين تقطع أن يروا ما يحدث للمسجد الأقصى من عبث يهود. يرون المسجد الذي كان مسرى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ، ومنه كان معراجه ، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين ، ولا يرون من يقف أمام كيد يهود وبطشهم وآلتهم العسكرية إلا المقدسيون المرابطون المجاهدون بصدور وقلوب مؤمنة باذلة أرواحها مجاهدة . والمسلمون جميعا يعلمون أن القضية ليست قضية المقدسيين ولا الفلسطينيين وحدهم – كما يريد الصهاينة أن يصوروا القضية – إنها قضية إسلامية تهم المسلمين جميعا كما تهم بالدرجة الأولى حكام المسلين أجمعين .
إن اليهود ومن ورائهم القوى السياسية العالمية لن يوقفوا هذا القمع ، ولن يوقفوا تحدي اليهود مشاعر المسلمين ، ولن يحولوا دون اليهود وأطماعهم إن لم يعينوهم ويؤيدوهم في المحافل الدولية ، فالقضية لاتعنيهم بشيء ، مالم يجدوا من المسلمين أهل القضية موقفا حاسما قويا . يسخروا له ما لديهم من وسائل ضغط ومواقف عملية ، وهم يملكون من ذلك الكثير المؤثر، مالم يتحقق ذلك في واقع الحال سياسيا ودوليا وعمليا فلن يقف الصهاينة عن تنفيذ مخططهم الخبيث .
أننا ندعوا جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي أن يتحملوا مسئولياتهم أمام شعوبهم وأمام التاريخ .
قال تعالى: ” ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ” ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا “.
رابطة علماء الشريعة في دول مجلس التعاون الخليجي