عقدت رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي لقاءها التعريفي الاول في العاصمة البحرينية المنامة، بحضور عدد كبير من الدعاة وفي مقدمتهم د. يوسف القرضاوي، والشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة ورئيس المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية في البحرين
وقال رئيس اللجنة التأسيسية لرابطة علماء الشريعة عبداللطيف الشيخ: «إن الرابطة تهدف الى تأسيس كيان يستهدف القيام بأنشطة دينية وثقافية واجتماعية وخيرية وتوعوية وعلمية والسعي لإيجاد التقارب بين علماء الشريعة في الساحة الخليجية».
واضاف: «كما تهدف الرابطة الى العمل على توحيد الآراء الفقهية والفكرية فيما بينها حول القضايا الكبرى، والنظر في القضايا المستجدة ووضع الحلول المناسبة لها في ضوء احكام الشريعة ومقاصدها، اضافة الى اصدار البحوث والدراسات الشرعية التي تعالج الامور المستجدة على الساحة الخليجية بما يحقق مقاصد الشرع ومصالح الخلق».
واستطرد: كما تسعى الرابطة «الى الاهتمام بقضايا المسلمين عامة وتنبيههم الى الاخطار التي تهدد هويتهم العقدية والثقافية وتعمل على تمزيق روابطهم وابعادهم عن الاسلام الذي يجمع بينهم، وكذلك التبصير بالاوضاع المستجدة والاحوال المتطورة بدول الخليج بتوجيه المسلمين الى الآراء الناضجة والحلول الناجعة من خلال أحكام الشريعة وقواعدها».
ورابطة «علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي» تم إشهارها بالبحرين في عام 2007، طبقا لأحكام قانون الجمعيات والأندية الاجتماعية والثقافية والهيئات الخاصة، وهي جمعية علمية إسلامية شرعية مستقلة تتكون من مجموعة من علماء الإسلام من دول مجلس التعاون الخليجي.
مجلس الإدارة
وعقدت مساء الجمعة 11/4/2008 انتخابات مجلس إدارة الرابطة التي تتكون من 11 عضوا، واختير د.عجيل النشمي أمينا عاما ورئيسا للمكتب التنفيذي للرابطة، كما اختير الداعية فريد محمد هادي نائبا للأمين العام ونائبا لرئيس المكتب التنفيذي، واختير الشيخ خالد السعد أمينا ماليا، والإماراتي الشيخ محمد عبدالرزاق الصديق أمينا للسر.
العلماء حراس الأمة
وفي كلمة له بهذه المناسبة أكد د.القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن «العلماء هم حراس الأمة والعقيدة، وأن عليهم دورا كبيرا في توعية الأمة، وعليهم مسؤولية كبيرة في توصيل دعوة الله إلى الخلق»، مشيرا إلى أن دعوة الإسلام عالمية.
وأضاف: «مع أن دعوة الإسلام عالمية إلا أنها لم تصل لمليارات من البشر، ولذلك رأينا وشهدنا الإساءات على النبي الكريم ژ وعلى الإسلام والمسلمين»، داعيا الرابطة إلى أن تقف بالمرصاد لكل من حاول التهجم آو الإساءة إلى الإسلام الحنيف ونبيه الكريم».
وشدد على أن «الإسلام باق مع بقاء الدنيا وأن الله حافظه، وأن هذا ما يدفع إلى الطمأنينة، مطالبا علماء الرابطة بالسعي قدر المستطاع للقيام بدورهم عن طريق تدريب العلماء وعمل الدورات والأبحاث وغيرها من الأمور التي تدعم جميع العلماء والمجتمع».
أما رئيس رابطة علماء الشريعة د.عجيل النشمي فأكد أن الرابطة «ستسعى قدر استطاعتها لتحقيق أهدافها وما يصبو إليه العلماء الأجلاء عن طريق أعضائها»، مشيرا إلى أن أعضاء الرابطة عليهم دور كبير في تحقيق هذه الأهداف المرجوة.
وطالب د.النشمي أعضاء الرابطة بإقامة علاقات طيبة مع المسؤولين عن بلدانهم وأولي الأمر فيها، مشددا على أن «طاعة ولي الأمر واجبة مادام لا يدعو إلى معصية، وأن يقدموا له النصيحة ما استطاعوا»، موضحا أن ما في شيء أحب إلى الله عز وجل من الإصلاح.
من جهته، قال الشيخ سلمان العودة الداعية الإسلامي السعودي: «إن العالم اليوم في أمس الحاجة إلى مثل هذه الروابط التي تدعم العلماء، خاصة اننا نعيش في عصر ثورة الاتصالات والتقدم التكنولوجي الهائل الذي أحدث إثراء في جميع مجالات الحياة، وأحدث تقدما أذهل العقول وحيرها».
وأضاف العودة: «لا نجاة إلا بالعلم والحرص عليه، فهو الخطوة الأولى في كل منطلقات الحياة». وأثنى العودة على جهود القائمين على إنشاء رابطة الشريعة التي اعتبرها خطوة جيدة لتدارس التحديات التي تواجه المسلمين وكيفية مواجهتها.
وأكد د.عجيل النشمي في حديث خاص لـ «الأنباء» ان الرابطة ستسعى قدر استطاعتها لتحقيق أهدافها، وما يصبو اليه العلماء الاجلاء عن طريق اعضائها.
واشار الى ان اعضاء الرابطة عليهم دور كبير في تحقيق الاهداف المرجوة.
وحول فكرة انشاء الرابطة قال د.النشمي: فكرة الرابطة فكرة قديمة منذ الثمانينيات، وقد بدأت في الكويت لكن لم تكن الظروف مواتية على انشائها، وبعد ذلك تم طرح الفكرة في البحرين، ولكن شريطة ان تكون الفكرة مع دول مجلس التعاون ووضع مقترح للنظام الاساسي وقدم لوزارة الشؤون في البحرين، واجريت عليه تعديلات وتمت الموافقة على الفكرة وصدر قرار بإشهار الجمعية باسم رابطة علماء الشريعة في دول مجلس التعاون وتم تحديد موعد يوم السبت 12 ابريل ليكون موعد لاجتماع الجمعية التأسيسية، والتي تتكون من 80 عضوا من الفقهاء وايضا في الوقت نفسه يكون اجتماع للجمعية العمومية، والتي وصل عددها الى 150 فقهيا قدموا من دول مجلس التعاون ومن الكويت حضره 65 عالما منهم 6 أساتذة من كلية الشريعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي، وتمت اجراءات الانتخابات بحضور وزارة الشؤون وكان المرشحون 16 مرشحا والمطلوب 11 مرشحا فتم الترشيح وبفضل الله كنت اعلى الاصوات، وقد فاز من الكويت 3، بالاضافة لي فاز د.انور الشعيب من كلية الشريعة والدراسات الاسلامية والثالث كان الداعية ناظم المسباح و2 من الامارات وواحد من قطر والبقية من البحرين.
وعن شعوره باختياره امينا عاما للرابطة قال د.النشمي: لا شك انه تكليف قبل ان يكون تشريفا ونأمل في ان تقوم هذه الرابطة بمهام ملموسة على مستوى دول مجلس التعاون ابتداء ثم يمتد الى شقيقاتها من اتحادات فقهية ومجامع فقهية.
واضاف: وكان هناك احتفال تحت رعاية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة وبحضور رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، د.يوسف القرضاوي، وقد ألقى كلمة أكد فيها ان العلماء هم حراس الامة والعقيدة.
وعن هدف الرابطة اوضح د.النشمي ان من اهم اهدافها التقارب بين فقهاء الشريعة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي لانه لا توجد جهة او جمعية او رابطة تجمع هؤلاء الفقهاء وهم كفاءات متنوعة فبوجود مثل هذه الرابطة نستطيع ان ننسق بين جهودهم ونستفيد من خبراتهم في شتى التخصصات الشرعية.
واكد د.النشمي ان من مهام الرابطة الاساسية التقليل من اختلاف الفتاوى ومحاولة جعلها مركزية في هذه الرابطة بقدر الامكان.
وحول التوقعات المنتظرة من الرابطة قال د.النشمي ان الرابطة لديها وسائل عديدة لتحقيق اهدافها من ضمنها المؤتمرات والندوات واللجان المتخصصة التي ستكون موجودة في كل الاقطار الى جانب الموقع الالكتروني والبروز في الفضائيات من وسائل الاعلام.
وعن الانشطة التي تقدمها الرابطة افاد د.النشمي بأن هناك عدة انشطة منها الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والتربوية والثقافية، والاهتمام الخاص بالعمل الاسري، والاهتمام بقضايا المرأة وقال: ولذلك سيكون هناك لجنة نسائية متخصصة في هذه الانشطة ولدينا 12 استاذة في كلية الشريعة وفي المعاهد التطبيقية واستاذات من البحرين سنستفيد من طاقاتهن.
وزاد، ويبلغ عدد اعضاء الرابطة نحو «160» وكان ذلك في المؤتمر الاول ونتوقع ان يتضاعف العدد لان الـ «160» سجلوا في يوم واحد فقط.
وبسؤالنا حول انتماءات الرابطة الاخرى اكد د.النشمي انه ليس لهم دخل في اي انتماءات والجميع حضر مجلس ادارة الرابطة وفاز منهم من فاز بغض النظر عن اي توجهات ونحن نخضع لقانون وزاري ولا نخضع لتوجهات ولا دخل لنا بالقضايا السياسية او الجماعات او الاحزاب، كما هو محظور على الجمعية ان تدخل في هذه الا نشطة الحزبية وغيرها، وحول ما يرجوه د.النشمي من اعضاء الرابطة قال: اطالب اعضاء الرابطة باقامة علاقات طيبة مع المسؤولين عن بلدانهم واولي الأمر فيها، مشددا على ان طاعة ولي الامر واجبة ما دام لا يدعو الى معصية وان يقدموا له النصيحة ما استطاعوا، موضحا ان ما من شيء احب الى الله عز وجل من الاصلاح.