الاعتراف بإسرائيل أو الموت جوعا
13 مايو، 2015
المقالات
91 زيارة
عـنـوان المـقـــال: الاعتراف بإسرائيل أو الموت جوعا
|
الاعتراف بإسرائيل أو الموت جوعا أو قتلا بقلم: أ.د.عجيل جاسم النشمي لم تنحط حضارة على مر التاريخ مثلما نلحظ من انحطاط حضارة اليوم بقيادة أمريكا وأوروبا، ومن ذلك قراراتهم بمنع المساعدات الانسانية عن السلطة والشعب الفلسطيني ما لم تعترف السلطة باسرائيل المحتلة لأرضهم وهؤلاء هم السبب المباشر لتمكين اليهود من الارض ورقاب اهلها وهم السبب في تجويع الشعب وتشريده، وهذه القرارات نوع من الدونية والابتزاز اللاأخلاقي واللاإنساني، فقط لأن الشعب اختار قيادة تريد ان تتنافس إسلاميا، وتريد ان تقيس الواقع ولو ببصيص محدود قياسا شرعيا، فتصرح هذه السلطة بأن هذا الاحتلال غير مشروع في جزء كبير منه وفق قرارات الأمم المتحدة، وغير قانوني ولا شرعي كله حسب الشريعة والقوانين الدولية. لقد تصفحت بعضا من كتب تاريخ الحضارات، وبالأخص كتاب تاريخ الحضارة للمؤرخ «ول ديورنت» فما وجدت هذه الدونية باسم الحضارة في مرحلة من مراحل التاريخ تاريخ الظلم والجبروت خاصة، ما وجدت دولا متقدمة تقود الحضارة تمكن عدوا من ارض فيحتلها ويدمر بنيتها التحتية ثم يطلب ممن احتلت ارضهم اعترافا رسميا بأحقية هذا المحتل وحقه الدائم في الارض، ثم تعتبر هذه الدول من يدافع عن ارضه وعرضه وماله ارهابيا، والمحتل الظالم داعية للسلام، ويدافع عن نفسه ضد الارهاب، ان هذه التركيبة من الارهاب الدولي المنظم باسم الديموقراطية وحقوق الانسان، دجل لم تسبقه حضارة من حضارات الظلم والبطش على مر التاريخ مساومة على لقمة العيش اما الاعتراف، والا قطع المساعدات حتى يموت الشعب جوعا، ولقد بدأت بوادر الموت البطيء في اصحاب الامراض المستعصية والمعاقين وأصحاب السرطانات وأمراض القلب والكلى، وليس هذا فحسب بل ان من لم يمت مرضا وجوعا يموت رعبا أو قتلا، فهذه الطائرات الحربية الأباتشي الأمريكية بقيادة اليهود اشر خلق الله في الارض تقذف صواريخها عشوائية او محددة الاهداف فتقتل النساء والشيوخ والاطفال يومياً، ولا احد يتحرك، وان جرح يهودي قامت الدنيا ولم تقعد. ظلم ذوي القربى واذا كان هذا الظلم البين محتملاً – وما هو بمحتمل – من عدو تاريخي للعرب والمسلمين، فإن الاشد منه ظلم ذوي القربى دماً ونسباً وديناً حين تطلب بعض الدول العربية من السلطة الفلسطينية ان تعترف بإسرائيل وما تحت يدها من الارض، فتعترف بمبادرة السلام العربية، وهذا ما طرحته بعض الدول العربية بمنزلة شرط للمساعدات المقرر توصيلها للشعب الفلسطيني، ونحن هنا لا نصادر على الدول العربية مجتمعة او منفردة ان تبادر الى الاعتراف باسرائيل، او تقيم معها العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفراء، فهذا شأنهم وقرارهم ،يرون انه المناسب للواقع الذي يحقق مصالح شعوبهم وشعب فلسطين، وهذا رأيهم ولكننا هنا نبين هذا الطلب من الجانب الشرعي، فهذا الطلب وهذا الشرط غير مبرر ولا مقبول من الناحية الشرعية، فإن اهل فلسطين انفسهم وسلطتهم ايضاً لا يملكون ذلك، فلو انهم اتفقوا على الصلح الدائم، واعترفوا بحق اليهود بما تحت ايدهم من ارض فلسطين المقدسة، فإنهم يتصرفون فيما لا يملكون، بل لو انهم اتفقوا مع الدول العربية كلها على ذلك، ونفذوا مبادرة السلام فإنهم يتصرفون فيما لا يملكون لمن لا يستحقون، نعم لو كان صلحاً مؤقتاً ظاهراً جلياً في بنود الاتفاق لكان مقبولاً، اما وانه صلح دائم يحمل اقرار العدو على ارض اسلامية ومقدسة ومباركة واعتراف بوجوده، فإن الميزان الشرعي نصوصه وقواعده قاطعة برده، نص على ذلك فقهاؤنا في سائر المذاهب قديماً وحديثاً، واليكم فتوى الازهر الشريف في حكم الصلح الدائم مع اسرائيل. فتوى الازهر ان الصلح مع اسرائيل – كما يريده الداعون اليه – لا يجوز شرعاً لما فيه من اقرار الغاصب على الاستمرار في اغتصابه، والاعتراف بأحقية يده على ما اغتصبه، وتمكين المعتدي من البقاء على عدوانه، وقد اجمعت الشرائع السماوية والوضعية على حرمة الغصب ووجوب رد المغصوب الى اهله، وحثت صاحب الحق على الدفاع والمطالبة بحقه، ففي الحديث الشريف: «من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد»، فلا يجوز للمسلمين ان يصالحوا هؤلاء اليهود الذين اغتصبوا ارض فلسطين واعتدوا فيها على اهلها وعلى اموالهم على اي وجه يمكّن اليهود من البقاء كدولة في ارض هذه البلاد الاسلامية المقدسة، بل يجب عليهم ان يتعاونوا جميعاً على اختلاف السنتهم والوانهم واجناسهم لرد هذه البلاد الى اهلها، وصيانة المسجد الاقصى مهبط الوحي ومصلى الانبياء الذي بارك الله حوله، وصيانة الآثار والمشاهد الاسلامية من ايدي هؤلاء الغاصبين وان يعينوا المجاهدين بالسلاح وسائر القوى على الجهاد في هذا السبيل وان يبذلوا فيه كل ما يستطيعون حتى تطهر البلاد من آثار هؤلاء الطغاة المعتدين. قال تعالى: «واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم». ومن قصر في ذلك او فرط فيه او خذل المسلمين عنه او دعا اليه ما من شأنه تفريق الكلمة وتشتيت الشمل والتمكين لدول الاستعمار والصهيونية من تنفيذ خططهم ضد العرب والاسلام وضد هذا القطر العربي الاسلامي فهو «في حكم الاسلام – مفارق جماعة المسلمين ومقترف اعظم الآثام. كيف ويعلم الناس جميعاً ان اليهود يكيدون للاسلام واهله ودياره اشد الكيد منذ عهد الرسالة الى الآن، وانهم يعتزمون ان لا يقفوا عند حد الاعتداء على فلسطي
ن والمسجد الاقصى، وانما تمتد خططهم المدبرة الى امتلاك البلاد الاسلامية الواقعة بين نهر النيل والفرات. واذا كان المسلمون جميعاً وحدة لا تتجرأ بالنسبة الى الدفاع عن بيضة الاسلام، فإن الواجب شرعاً ان تجتمع كلمتهم لدرء هذا الخطر والدفاع عن البلاد واستنقاذها من ايدي الغاصبين. واما التعاون مع الدول التي تشد ازر هذه الفئة الباغية وتمدها بالمال والعتاد وتمكن لها من البقاء في هذه الديار فهو غير جائز شرعاً لما فيه من الاعانة لها على هذا البغي والمناصرة لها في موقفها العدائي ضد الاسلام ودياره قال تعالى: «انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون». ولا ريب ان مظاهرة الاعداء وموادتهم يستوي فيها امدادهم بما يقوي جانبهم ويقوي اقدامهم بالرأي والفكرة وبالسلاح والقوة – سرا وعلانية – مباشرة وغير مباشرة وكل ذلك مما يحرم على المسلم مهما تخيل من اعذار ومبررات. فهذا هو حكم الاسلام في قضية فلسطين وفي شأن اسرائيل والمناصرين لها من دول الاستعمار وغيرها، وفيما تريده اسرائيل ومناصروها من مشروعات ترفع من شأنها، وفي واجب المسلمين حيال ذلك تبينه لجنة الفتوى بالازهر الشريف، وتهيب المسلمين عامة ان يعتصموا بحبل الله المتين وان ينهضوا بما يحقق لهم العزة والكرامة وان يقدروا عواقب الوهن والاستكانة امام اعتداء الباغين وتدبير الكائدين، وان يجمعوا امرهم على القيام بحق الله تعالى وحق الاجيال المقبلة في ذلك، اعزازا لدينهم القويم. نسأل الله تعالى ان يثبت قلوبهم، على الايمان به وعلى نصرة دينه على العمل بما يرضيه، والله اعلم». ومن جانب اخر يبين الشيخ الامام محمد ابو زهرة – رحمه الله – واجب المسلمين حيال اسرائيل وتأصيل ذلك شرعا فيقول: «ان القتال مع العدو اصبح فرض عين فيجب على كل مسلم في اية ارض اسلامية ان يتقدم للقتال، ويأخذ الاهبة، لان اي جزء من ارض لكل مسلم جزء شائع فيه، فمن اخذ جزءا من ارضنا فقد دخل دارنا، وان الذين احتلت اجزاء من ديارهم – في فلسطين – على المسلمين مجتمعين ان ينصروهم ولا يتركوهم «المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه» انتهى كلامه، ونحن اليوم ولهذا الواقع المعروف نتكلم ولانطالب الدول العربية والاسلامية ان تنصر اهل فلسطين بتجييش الجيوش وتجهيز الطائرات، فهذا من التكليف بما لا يطاق، ولا ينتظره عاقل وحال المسلمين كما نرى ونعلم، وانما نطالبهم ان ينظروا للقضية من زاوية النصرة بالمستطاع، وهو مد يد العون بالمساعدات المالية والدبلوماسية والا يستجيبوا لضغوط تجويع الشعب وسلب الارض والا تربط مساعداتهم بشرط اذلال، والا يساوموهم على رغيف الخبز، فهم لم يطلبوا سلاحا ولا مدفعا ولا طائرة، وانما طلبوا المستطاع النصرة الواجبة شرعا، فلا تحرجوهم بمبادرة السلام العربية. وان من المفارقات الغريبة ان نطالب السلطة الفلسطينية بالاعتراف بالمبادرة العربية في حين ان اليهود قد اعلنوا رفضهم لها، فالمطالبة حينئذ مطالبة بالاعتراف بالجثة، وهي ميتة وحقها الدفن على الفور، حفظا للحق وحفظا لماء الوجه. واجب الشعوب: وسواء قدمت الحكومات العربية والاسلامية ما وجب عليها بحكم الشرع او لم تقدم فان واجب الشعوب الاسلامية في النصرة لا يسقط عنهم فقد تعذرت النصرة بالنفس فتعينت النصرة بالمال فهو المستطاع. وهذا من اسمى انواع الجهاد، ولهذا قدم الله تعالى الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في سائر المواضع التي يجتمع فيها جهاد النفس والمال، ولعل ذلك ان جهاد المال لا ينقطع، والجهاد بالنفس قد ينقطع، كما ان جهاد النفس لا يستغني عن جهاد المال، ومن ذلك قوله تعالى: (وجاهدوا باموالكم وانفسكم في سبيل الله) وقال صلى الله عليه وسلم : «من جهز غازيا فقد غزا» ونصوص الشرع وقواعده قاطعة بوجوب الجهاد بالمال لمن استطاع بذله. واعتقد ان نداء الآيات والاحاديث الصريحة في دعوة المسلمين للجهاد بالمال تعني بشكل مباشر اهل الكويت ودول الخليج ممن انعم الله عليهم باكثر من حاجاتهم، فقد فاض الخير عندهم وعم، وكذا الدعوة لكل مسلم ومسلمة ميسور الحال في سائر البلاد الاسلامية. واجب النصرة واجب علينا نصرة اخواننا واهلنا في فلسطين- ولو كل بلد على حدة – بعد ان خذلهم الاباعد وبعض الاقارب، واجب نسأل عنه يوم المسألة والحساب عند رب العالمين. ان اخواننا واهلنا في فلسطيني يستنصروننا باسم الدين، ولعلمهم ان الله يوجب علينا نصرتهم قال تعالى: (وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر الا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير) وليس لليهود ومن والاهم ميثاق ولا عهد لقد ضربوا بالمواثيق الدولية عرض الحائط. أيها المسلمون: انصروا اخوانكم واهلكم وقدموا لانفسكم عند ربكم ولو دينارا كل يوم او كل شهر ثلاثين دينارا او اقل او اكثر. فوالله الذي لا اله غيره ليحمينكم برد هذا الدينار من لهيب الشمس حين تقترب من رؤوس الخلائق، فتكونوا بديناركم وصدقتكم في ظل المولى عز وجل يوم لا ظل الا ظله وهذا وعد من لا يخلف وعده، قال صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله» وذكر منهم «من تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه» (البخاري). والله الذي لا اله غيره ان دينارا تنفقونه لنصرة اهل فلسطين اليوم تجدونه جبلا من المال خيرا واجرا، قال صلى الله عليه وسلم: «ما تصدق احد بصدقة عن طيب ولا يقبل الله الا طيبا، الا اخذها الرحمن بيمينه، وان كانت تمرة تربو -تزيد- في كف الرحمن حتى تكو
ن اعظم من الجبل، كما يربي احدكم فلوه او فصيله» (متفق عليه) والله يوفي لكم ديناركم اضعافا مضاعفة، هذا وعد الله قال تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) وقال تعالى: (وما تنفقوا من خير فلانفسكم وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف اليكم وانتم لا تظلمون). والله الذي لا اله غيره ان دينارا تدفعونه نصرة لاهليكم يقيكم في الدنيا من مواقع السوء والشر والبلاء والمصائب، ويجلب لكم رضا ربكم، ويبعد عنكم سخطه وغضبه قال صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفىء غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر» (اسناده حسن). وها هي دعوة نبرأ فيها الذمة ذمتنا بالبلاغ وذمتكم بالعطاء فمن شاء رضا ربه ونصرة اخوانه واهله والجهاد بماله، فليتبرع من ماله صدقة او يعجل زكاته فهذا اوان تعجيل الزكاة لرفع المسغبة والجوع عن اهل فلسطين
|
|